فن

هذا أنا..

زين العابدين

الجلنار

‎قِفي فوقَ الوقتِ لمْ يحن معادهُ
‎إنَّ قوليَ الحقُّ لمَّا كذبت أقاوله

‎أنا المسكينُ دهراً عشتُ غائباً
‎الحزنُ صديقُ القلبِ وَ هو طاعنُهُ

‎ما لي برفيقِ الهوى إنْ مال عنكِ؟
‎فإنْ مالَ القلبُ أقسمُ أنِّي آكلهُ

‎تجورُ السَّاعة إنْ ضرَّ الهوى لِقاءٌ
‎وتميلُ إن مال الخلخالُ وأناملهُ

‎لا يشفق الليل عليه إن دقَّ بابهُ
‎فالكلُّ مخذولٌ والبعد به خاذلِهُ

‎إنِّي عالمٌ بالهوى منذُ طفولتي
‎ما أضِرُّ فمي بثغركِ حين أقابلهُ

‎وإنَّ لكِ في القلبِ مئذنةٌ تنادي
‎للصلاةِ حين نثرَ شعرُكِ حبائلهُ

‎والخدُّ كالطِّير في عمقِ السما
‎قبلةٌ فوقَه تسقط عنهُ كلَّ وابلهُ

‎ليستِ الحربُ في تعدادِ قتْلاهَا
‎فالفُؤادُ مقتولٌ وإنَّ الهوى قاتلهُ

‎إنّي أهلُ الحّربِ؛ جنديٌ ما مسَّكِ
‎ضُرٌ لو عصفَ الموتُ وكلُّ قبائلهُ

‎ما تلينُ يدايَ إن حَالَ بَيْنَنا الهوى
‎إنِّي فَارِسُكِ و سَيْفِيَ أثْقِلَ كَاهِلهُ

‎فلمَّا أرادَ اللِّقاءَ بُغيةَ قتلِ الهوى
‎كنتُ درعاً في بقاعِ الأرضِ أقابِلُهُ

‎إنّ الموتَ في سبيلِ الهوى شرفٌ
‎نالَ عُلُوَّهُ مَنْ كان في الهوى نائلُهُ

‎الموت جميلٌ إن كانَ في الوطنِ
‎ولعلَّه فوقَ كفيكِ تزدادُ جمائلُهُ

‎إنِّي ندرتُ نفسي على الحياةِ بهِ
‎ترياقُ ثغرِك بثغري لستُ باخلهُ

‎والكفُّ كالغيثِ إن حطَّت عليَّ
‎بعدَ الموتِ أحيا وماكنت نازلَهُ

‎الهوى بعيداً عنكِ تجفُ منابِعهُ
‎وعلى عنقكِ يولدُ وتحيا شَمائِله

‎وخيرتُ بين الكون عنكِ أبادلهُ
‎أنتِ كوني و ما كنتُ أبداً مبادلهُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى