ايران

إيران أين كانت.. واليوم أين ؟

أربعون عاماً لدولة فتية، انتقلت من محور إلى محور، ومن إطار إلى إطار، أين كانت إيران قبل الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩، في شتى ميادين ومجالات الحياة ؟ وأين أصبحت اليوم؟.
بعد أن كانت إيران قبل الثورة، الطفل المدلل للولايات المتحدةالاميركية، وقبضاي المنطقة الذي به تحكم، وتفرض سيطرتها على كل من يعارض سياساتها، إضافة إلى أنها النصير القريب والراعي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، جاءت ثورة رجل عظيم، غيّر كل ما كتُب قبله منتاريخ، وقلب موازين المنطقة، بل العالم ككل، هو الامام الخميني(رحمه الله ) ونقل معه إيران من دولة مناصرة للسياسة الأميركية، ناسفة كل تحالف لا يمتّ للأميركيين بصلة، إلى جمهورية إسلامية، تحمل رايةالمستضعفين في شتى أنحاء العالم، وتناصر كل مظلوم ومضطهد، مهماكان لونه ودينه وعرقه .
لم يطل التغيير الذي حصل في إيران، الانتقال من محور إلى محور،ومن تابع في حلف يسير في الركب الأميركي، إلى ركن أساسي منأركان محور مناوئ لكل سياسات أميركا في المنطقة بل في كل العالم، بل شمل مجالات إبداعية وخلاّقة، وصارت إيران في فترة قياسية من الدول التي تعتمد على طاقاتها وأدمغتها في كل الجوانب الحياتية، والصناعات الاستهلاكية، بل أبدعت تكنولوجيا طبية وعسكريةوصناعية، ملفتة، وصارت من الدول الرائدة في تلك المجالات، وبعدأن كانت بلداً مستورِداً لشتى احتياجاته، باتت دولة مكتفية ذاتياً، بل وتصدر انتاجاتها وخبراتها إلى أنحاء كثيرة وفي مجالات مختلفة.
بعد أن كانت ايران في عهد الشاه تلجأ إلى أوروبا وأميركا في معظم احتياجاتها، باتت اليوم في مرحلة متقدمة، تضاهي الدول التي أسست للثورة الصناعية وللإبداع العلمي والتقني الحاصل والذي شمل أرجاء الكون .
لناحية الصناعات العسكرية، تعد إيران من بين خمس أو ست دول منتجة للغواصات في العالم، إضافة إلى أنها صنّعت طائرات مقاتلةوطوافات، هي نسخة عن فخر الطائرات الأميركية، بل تضاهي البعض منها، أيضاً باتت من دول قلائل تصنّع الصواريخ البعيدة والمتوسطةالمدى، التي تعمل على الوقود الصلب والسائل، ناهيك عن بوارج وزوارق مختلفة الأهداف والتوجهات، البعض منها يسير بسرعة لا يمّكن لأي رادار في العالم من اكتشافها، والكثير الكثير ضمن الصناعات العسكرية، ما خفي منها وما ظهر .
بخصوص مستوى المتعلمين، فإن الجمهورية الإسلامية، تعد اليوم من الدول الخالية من الأمية في مجتمعها، وهم كانوا(الإيرانيون) في سباق مع أنفسهم في هذا المضمار، فبعد أن كان قد صرّح الولي الفقيه في إيران آية الله السيد علي الخامنئي، أنه وبحلول العام ٢٠٢٥ لن يبقى أمّياً واحداً في ايران، استطاع الإيرانيون منذ ما يقرب العشر سنوات منالوصول لتلك الغاية، وتمّ الاحتفال بانتهاء الأمية في إيران .
على المستوى الطبي، تشهد أكاديميات ومراكز العالم الطبية بمجملها، بحجم التفوق الطبي الإيراني، والمستوى الباهر الذي وصلوا إليه، منتقنيات وعلاجات وعمليات جراحية صعبة وناجحة .
تتنوع ميادين البحث في الإنجازات الإيرانية، التي تمّ تحقيقها مندولة حُوربت من معظم دول العالم، وكفاءات مذهلة، أبدعت تطورتوصناعات، في وقت كانت محاصرة ومحاربة ومستهدفة من دول بعيدة، وأخرى من دول الجوار .
يطول الحديث كثيراً، ويكاد لا ينتهي إذا أردنا أن نتحدث عن انجازات ما تركت باباً إلا وطرقته، بإمكانيات نختصرها بالتواضع المنقطع النظير . في وقت نجد أنفسنا ومعظم دول الجوار من أرباب الذهب الأسود، عاشوا ويعيشون في سبات طويل لا يعلم نهايته الا الله، يلجأون للجميع في أبسط احتياجاتهم، وهو أمر يسعد الغرب وأرباب البيت الابيض، تاركينهم مقامرين في سباق إبل أو مصارعة ديوك، ولاهثين وراء غرائز وشهوات وكل أنواع الفسق والرذيلة، وهو العلم الوحيد الذي علمّه الغرب لأمرائنا ومشايخنا، علم لم يسمعوا ولم يريدواتعليمنا أكثر منه، وهو علم أسعد روح أولئك المستعربين، وأحيا في نفوسهم أفعالاً مشينة كان قد نها عنها الدين ونهت عنها القيم منذ عقود، لنستمر في ذلك السبات الذي ربما لن نصحو منه، في الوقت الذي أخذ أولئك الفرس الصفويين من ذلك الدين القيّم كل ما هو خيرلدينهم ودنياهم، اثبتوا للعالم أجمع، أنهم هم الإسلام الحق الذين نهلوا منه وسابقوا فيه وعبره الأزمان والامكنة، ونحن بعدنا ونسينا كل ذلك، ليتضح للجميع أننا نحن لم نعد سوى حفنة من المتأسلمين الذين تناسينا من الدين كل ديانته ومن العروبة كل عروبتها ومن القيم كل قيمها، وهو ما أراده الغرب منّا ويريدون .
استفيقوا وتعلموا قبل أن تصبحوا على ما جنيتم نادمين .

حمزة العطار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى