لبنان

الشيخ قاسم: السعودية اليوم أصبحت بحكامها الحاليين أداة تنفيذية ومالية لخدمة المشروع “الإسرائيلي”

رأى نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أنه “لا خلاص من مشكلة “إسرائيل” إلا بعودة الفلسطينيين إلى ديارهم وأهلهم، وكل حل غير هذا مضيعة للوقت، وكل إدعاء أنه توجد تسوية و”سلام” هو محاولة من محاولات الاستكبار العالمي لتثبيت “إسرائيل” لتهضم الاحتلال تدريجيًا ولتهضم الأرض تدريجيًا”، وأكد أن “أي ربح يحصل في جبهة من جبهات المقاومة هو ربح لكل جبهة المقاومة من أولها إلى آخرها، لأن هذا ربح للمشروع، وليس ربحًا لفريق أو جهة دون جهة أخرى”.
وخلال لقاء مع الاخوة في القطاع الثالث، أضاف الشيخ قاسم “لنكن واضحين، ولا نختبئ وراء الحقائق: لولا المقاومة الإسلامية والوطنية لما تحرر لبنان، لولا المقاومة ومحورها لما سقطت رهانات “داعش” في سوريا والعراق ولما تشتت جمع وشمل عناصر “داعش” من هذه المنطقة، فالمقاومة حقَّقت إنجازاً وغيَّرت معادلة المنطقة”، وأوضح أن “المقاومة نقلتنا من الاستسلام إلى العزة والقوة والتحرير، المقاومة استطاعت أن تحدث تغييرًا استراتيجيًا في خيارات المنطقة، كل ذلك حصل لأننا امتلكنا القوة والإرادة، القوة مطلوبة والإرادة مطلوبة”. ولفت الى أن “القوّة هي التي تحمي خيارنا السياسي، لذلك تلاحظون أن الغرب وأمريكا والعالم دائمًا يطلبون أن نكون من دون قوة، أن نكون ضعفاء، لأنهم عندها يتحكمون بمصيرنا عندما نكون ضعفاء، أما عندما نكون أقوياء فنحن الذين نتحكم بمصيرنا ومستقبل أجيالنا”.
وتابع سماحته “هذه القوة هي التي تحمي خيارنا السياسي والاستقلال والتحرير، أما الدول الكبرى فلا يمكن التعويل عليها فهي منحازة إلى “إسرائيل”، وهي تكذب علينا عندما تتحدث عن حل”، وأضاف “بل أقول أكثر من ذلك: الدول الكبرى تشكل عبئًا إضافيًا علينا ينضم إلى الاحتلال، فنحن نواجه الاحتلال وبظهره الدول الكبرى التي تدعمه بكل أشكال الدعم”.
وأشار الشيخ قاسم الى معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وقال “بهذه القوة وبهذا الثلاثي حررنا أرضنا سنة 2000، واستطعنا أن نهزم “إسرائيل” سنة 2006، وإلى الآن هناك ردع حقيقي ببركة هذه القوة التي امتلكناها أي ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة”.
واعتبر ان “العقوبات (الامريكية) هي جزء لا يتجزأ من مصلحة “إسرائيل”، وعلينا أن نواجهها، ونستطيع مواجهتها والانتصار في هذه المواجهة”.
وأردف القول “سألني أحد الأصدقاء اليوم: هل هذه هي المرحلة الأصعب التي تمرون بها؟ قلت له: لكل مرحلة صعوبتها، ولهذه أيضًا  استعداداتها، وكلما كانت المرحلة أشد فهذه علامة نجاحنا في المرحلة الثانية، لأن ما خططوه لنا لم ينجح فرفعوا الوتيرة فهذا يعني أننا انتقلنا من مرحلة ناجحة إلى مرحلة تحدٍّ جديدة، لنشحذ هممنا ونعد العدة اللازمة لننجح في هذه المرحلة، وسننجح لأننا أصحاب حق ولأننا ثابتون في المواجهة”.
وأكد سماحته أن “السعودية اليوم أصبحت بحكامها الحاليين أداة تنفيذية ومالية لخدمة المشروع “الإسرائيلي”، فهي قامت بإعدامات لـ 37 شخصاً بينهم 34 من المناطق الشرقية والاحساء والقطيف، وهذه الإعدامات فقط على المخالفة بالرأي، ما يعني أن السعودية لا تقبل أن يقول لها أحدٌ إنها لا تعدل، أو إنها ترتكب جرائم في اليمن وبحق الفلسطينيين وفي المنطقة عندما تتدخل لتدمير سوريا”.
وشدد على أن “السعودية بأدائها هي في المقلب “الإسرائيلي”، لأنها جزء لا يتجزأ من صفقة القرن، ومقدمة هذه الصفقة التطبيع الذي مارسته السعودية وبعض دول الخليج وإلغاء الحقوق الفلسطينية، وهي التي تدفع ثمن الذخائر والأسلحة التي تدمر المنطقة وتقتل شعوبها واقتصاداتها لتبقى إسرائيل هي الأقوى”.
ورأى أن “ما يجري في المنطقة ليس مشروعًا لمصلحة السعودية بل هو مشروع لمصلحة أمريكا، والسعودية أقل من أن تدير أمريكا لمصلحتها، هذا وهم”، وأضاف “أمريكا هي التي تستثمر السعودية لمصلحتها، ولا نعلم متى يحين الوقت الذي تتحول فيه السعودية إلى عبءٍ على الإدارة الأمريكية فتتخلى عنها كما تخلت عن غيرها، وعندها يسقط الحكم بلا تسوية. لا يمكن للظلم أن يستمر، هذه سنّة الحياة، لا ملك يستمر مع الظلم، فله ساعة وله حين”.
وأكد أن حزب الله “يشكّل مع إيران محوراً واحدًا”، وقال “بكل وضوح، الفضل في حياة المقاومة في منطقتنا هو لإيران، كل شعوب المنطقة المقاومة تدين لإيران، لأنها هي التي بثت فيها هذه الروح، (..) لقد تغير وجه المنطقة مع إيران الإسلام، حيث بدأت تستعيد قوتها وعافيتها”.
وخلص الى أننا “اليوم أمام محورين: محور إيران، ومحور السعودية”، وقال “من يواجه “إسرائيل” يعني عليه أن يتعاون مع إيران، ومن يواجه إيران يعني أنه يتبنى المشروع “الإسرائيلي”، ولا يجب التوفيق بين المشروعين”، وأضاف “كفانا تضليلًا للناس، من يقول إنه مع وحدة المسلمين فلماذا لا يكون مع إيران؟ ومن يقول إنه مع القضية الفلسطينية فلماذا لا يدعم المقاومة؟ ومن يقول إنه ضد التبعية الغربية فلماذا يخرب بلدان ا

لمنطقة من اليمن إلى ليبيا إلى البلدان الأخرى؟ هذه علامات استفهام وتحتاج إلى إجابة”.
وحول الموازنة، قال سماحته “إذا اقتصرت (..) على تخفيض الإنفاق من دون رؤية اقتصادية، وحسن إدارة ومكافحة الفساد، فلسنا على طريق الحل، أما إذا انطلقنا من الموازنة التي تتضمن حلولًا لإيقاف الهدر، مع تحميل المصارف واجباتها في المساهمة  بتخفيف العجز، فنكون قد انتقلنا خطوة باتجاه الحل”.
واذ سأل “هل المعالجات ممكنة في لبنان؟”، أجاب الشيخ قاسم “نعم ممكنة، ولكن مع حسن الإدارة ومكافحة الفساد، حسن الإدارة بجباية الأموال ومنع التهريب، ومنع التهرب الضريبي، والعدالة في المشاريع المناطقية. أما مكافحة الفساد فبالتزام القوانين، والمحاسبة، وفعالية القضاء، وإجراء التعديلات المناسبة على القوانين من أجل المزيد من الضبط”. وأوضح “إذا امتلكنا الإرادة كلبنانيين أن نعمل معًا بلا تكاذب يمكن أن ننجح”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى