دوليلبنان

السيد المؤسس… عاشق للجهاد وخالد في الشهادة

من لبنان إلى فلسطين .. السيد عباس الموسوي: القائد والمقاوم والشهيد

عادت ذكرى سيد شهداء المقاومة و الاقتداء، بلسم جراح المظلومين.. الفدائي المقاوم المقدام الشجاع.. العالم الزاهد.. رجل المواقف الشجاعة.. الأب الحنون لكل المسلمين في العالم.. الأمين العام لحزب الله.. صفات تحاول اختزال مسيرة القائد الشهيد عباس الموسوي .

عشق الثورة الإيرانية وآمن بأهدافها …عباس الموسوي الذي خدم المقاومة بأشفار العيون..

شخصية أقل ما يمكن أن يطلق عليها أنها مقاومة جهادية قدمت في مسار الجهاد صورة عن القيادة الأممية، التي أخذت تتبلور في قيادات تابعت نهج قائدها الأول… لتكرس صورة مفهوم الجهاد والمقاومة .

من أهم أقواله:
عباس الموسوي من أوائل المهتمين بقضية فلسطين، واعتبر المقاومة سبيلا لتحرير الارض المحتلة.

لقد كان تحرير فلسطين السليبة هدفاً وضعه أمام عينيه منذ صباه وهو يدرك أنه سيكلفه الكثير الكثير ، فكان استشهاده على طريقها الطويل…

التحق بمخيم الهامة التدريبي في قدسيا بريف دمشق، كان أول معسكرات التدريب الذي أنشأته حركة فتح، لتبدأ من هنا أولى خطوات السيد عباس الموسوي في النضال من أجل القضية الفلسطينية، وهناك كان يجري السيد الموسوي التدريبات العسكرية في صفوف حركة فتح، ليلتحق بفدائيي فلسطين، ولم يطل به المقام في المعسكر حتى عاد مصاباً في إحدى قدميه.

الحوزة الدينية والعودة إلى لبنان:
كان لحضور السيد موسى الصدر بُعد حركي أخذ يترسخ في شخصية السيد عباس الموسوي الذي تتلمذ لاحقاً على يد السيد محمد باقر الصدر في النجف الأشرف حتى عودته منها في أواخر السبعينيات، حيث ودّع العراق بعد تسع سنوات قضاها هناك .
وبناء على طلب من السيد محمد باقر الصدر كانت عودة السيد عباس إلى لبنان عام 1978 في أيام عاشوراء ..

علم بالاعتقالات وأدرك أن اسمه يأتي في رأس قائمة المطلوبين للسلطة، كان أول عمل قام به جمع طلاب العلوم الدينية الذين أبعدوا من النجف في حوزة ..هي حوزة الامام المنتظر .

ماكادت الثورة الإسلامية تنتصر بقيادة الإمام الخميني في شباط 1979، حتى كان السيد عباس من أوائل الداعين لها والسائرين في ركب قائدها، ولقد ملأ عشق الثورة الإسلامية وقائدها الإمام الخميني كل أركان السيد عباس وجوارحه.

وعقب استشهاد شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب انطلق سيد شهداء المقاومة من بلدته النبي شيت إلى بلدة جبشيت حيث حط رحاله مفترشاً عباءته ..انطلق مع المجاهدين،حيث استهدف أكثر من مرة وفي أكثر من موقع .

ثم غادر بعلبك متوجهاً نحو بيروت ومنها إلى الجنوب عام 1985، حيث استقر في مدينة صور وهناك يتابع بشكل مباشر وميداني عمليات المقاومة ضد الاحتلال.

انتخب مجلس الشورى من تسعة أعضاء، واختير السيد عباس الموسوي كمتحدث باسمهم، بعدها زاروا الإمام الخميني (قدس) الذي بارك الخطوة وقال للوفد الذي ترأسه السيد الشهيد: “إني أرى النصر في جباهكم”.

وتتويجاً لمسيرته انتخب الموسوي في عام 1991 أميناً عاماً وقائداً للمقاومة، مفتتحاً مرحلة جديدة من مسيرة حزب الله هي خدمة الناس إلى جانب استمرار عمل المقاومة، وعبارته الشهيرة “سنخدمكم بأشفار العيون” لا تزال أحد أبرز شعارات حزب الله حتى اليوم، لكن تخوّفَ (قده) أن يشغله ذلك عن معايشة هموم المقاومين، فعندما كانت الجموع تزحف للتهنئة، كان يقول لهم: “عزّوني ولاتهنّوني، فأنا أطمح لأن أكون دائماً بين المقاومين ومع المجاهدين”.

وكان للسيد الموسوي في مرحلة تولّيه للأمانة العامة إنجازات أهمها تحقيق المصالحة بين حزب الله وحركة أمل، وكان عمل المقاومة لديه أولوية ولكن الوضع الداخلي كان يحتاج إلى تضميد الجراح، خصوصاً أن الحرب الأهلية كانت قد انتهت ولم تكن نتائجها وآثارها قد زالت، لذا كان لا بد من لملمة ذلك الوضع الجديد.

كان الغطاء الشرعي المتمثّل بولاية السيد علي الخامنئي مصدر قوة بنظر السيد عباس سواء في عمل المقاومة، أو في العمل السياسي والتنموي والإصلاحي؛ فهي الوسيلة الأساسية التي من خلالها استطاع أن يوصل الأمة إلى أهدافها.

اغتياله
في السادس عشر من شباط فبراير 1992، ومن جبشيت وبعد كلمة ألقاها في إحياء الذكرى الثامنة لاستشهاد الشيخ راغب، غادر باتجاه بيروت، لكن طائرات مروحية إسرائيلية تربصت لموكبه على طريق بلدة تفاحتا وأطلقت صواريخ حرارية حارقة على سيارته، فقتل مع زوجته ام ياسر (سهام الموسوي) وولدهما الصغير حسين.

وخلال تشييع سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي في البقاع، وفي أوّل خطاب له بعد شهادة السيّد، أكّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله استمرار المقاومة وعدم التراجع أو الهوان قائلًا: “هذا الطريق سنكمله ولو استشهدنا جميعاً ولو دمّرت البيوت على رؤوسنا سنكمل المسيرة ولن نتخلى عن خيار المقاومة الإسلامية”.

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى