سياسة

كلمات لثلاث عشيقات

لفلسطين أغنيتي ولحني ولحمي ودمي… لفلسطين ولدت وأموت كآدمي…. ولفلسطين أعلنت القسم… قَسَمي… عندما أمسكت البندقية للمرّة الأولى وشدّ حبل وريدها على معصمي… إن الدم مهر يجزى في عرسها ولها تقرع أجراس الرصاص وتشعل النيران ولها صوت الرجوع… وإننا أمة لا تعرف النسيان ولن تعرف الركوع،.. وإننا نصلّي الفجر عند الطلوع… ونتلو آيات فلسطين مع الوضوء… ونُقسم أننا لن نعرف الهدوء… في يوم الميلاد نذكرها وفي عزّ السهاد نغمرها… حتى لو بلغنا من العمر عتياً… سيبقى الصوت قوياً… فلسطين عزّتنا وقُبلتنا… وتبقى بوصلة تقود كلّ بوصلة لتكون وحدها بوصلتنا… منها نرى حلب وفيها مواسم الغضب… بها يكتمل بدر الهلال ويكتمل عنوان المقال… وتبوح بالسرّ القصيدة لتنال الأماني البعيدة… ونفرح ونغنّي وننشد أحلى الكلام… لسورية ولبنان والعراق وكلّ بلاد العرب ننشد السلام… وللسيد والأسد وفلسطين ندعو بالسلامة… حتى يسود العرين ويعمّ فيء العمامة.

في بيروت التي تبهر بالأضواء وآخر صيحات العصر والسهر… فتغار باريس ومدن الغرب وتتساءل من علم من، ومن أبهر من ومن انبهر… لبيروت تتلى كلّ بيوت العشق وتتدلّى كلّ عروق الورد، وتعربش شجيرات صبّار… وتعانق الشمس أرصفة كما النجوم لا يتعبها ليل ولا نهار… لا يقام فيها بين العقل والقلب حصار… ولا انقطاع ودّ ولا جدار… للفلسفة نصيب… وللأشعار… كما لسماسرة الصفقات والمرابين وباعة اليانصيب …ومقاهي الرصيف وتجار العقار… للمدينة الساحرة حتى بظلمتها وظلمها، بقوتها وضعفها، بالحب والشجار.

في الشام تنام سنونوة ويصحو الحمام… في الشام من طقوس النسور ألّا تنام… يحرس قاسيون ضوء الشمس… يستفيق التاريخ على كتف الجغرافيا يسائلها ويبثّ عتابه… هنا طريق بيروت، كيف صارت غابة… كانت جرداء بالأمس… يهمهم نبوخذ نصر لصلاح الدين… فيسمع الحاضر صوت الهمس… تدندن حلب في أذن الياسمين… ويزمجر الساحل والموج غضب… يقول ها قد جئنا، وكلمة السرّ حلب… دمشق حيث لعبة التاريخ والجغرافيا وحيث ترسم أو تسقط الخرائط، في الحروب لا مكان للعتب… ففي دمشق فولاذ السيوف مختلف وخيط الحرير موشّى بالذهب… وصوت فيروز كالغيم في السماء يحمل رذاذ المطر، يحاكي الصباح… ورائحة البُن بين الحارات القديمة وعطر الياسمين فوّاح… حيث للناس روع وللعطر ضوع… وما الظاهر إلا سوق وهدايا وعلب…. في دمشق تختبر كل اللغات لكن، لا تختبروا لغة السلاح

بقلم : ناصر قنديل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى