سياسة

ترامب يحارب نفسه

طالعتنا الاخبار الواردة اليوم عن نية الحرس الثوري الإيراني إجراءمناورات في مضيق هرمز، والملفت أنه لم يحدد تاريخ انتهاء المناورةبل بقيت مفتوحة، فاتحة معها الكثير من التساؤلات والاحتمالات،ولتتوسع شبكة التكهنات، دعت إيران كلاً من روسيا والصين للمشاركة،وأغلب الظن أنهما سيشاركان ولو بشكل رمزي . فماذا يجري فيالمنطقة ؟ وهل بدأت طبول الحرب تقرع؟ أم هل هي مشاكسات ايرانيةبغية إفهام الصديق والعدو بأنها قوة مؤثرة وقادرة على قطع إمدادحوالي نصف النفط العالمي من خلال إغلاق مضيق هرمز ؟
صحيح أن امبراطورية ترامب اليوم قادرة على تضييق الخناق علىإيران شعباً وحكومة بحظر قاسي أشد مما هو قائم اليوم، ولكن ماذاستكون ردة الفعل الإيراني؟
إنّ الجغرافية الكبيرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحدودها الواسعةمع دول الخليج أعطتها دفعاً ايجابياً لجهة خنق دول الخليج من جهة،والقوات الاميركية المتواجدة إن في تلك الدول أو ضمن مدياتصاروخية إيرانية موجودة اليوم ولا يستهان بها إطلاقاً، إلا أن مهندسوالدبلوماسية السياسية والعسكرية لجأوا إلى سياسة الحربّ الناعمةجداً، وبالرغم من تلك النعومة فهي حرب قاسية جداً على مستورديومصدري النفط على سواء، فمضيق هرمز ممر استراتيجي للدولالمصدرة أو المستوردة للنفط، وهو طريق عبور حوالي ٤٠ بالمئة منمجمل إنتاج النفط العالمي، إنه باختصار في حال توقفه، توقف عملنصف مصانع ومنشآت الكرة الأرضية العاملة على النفط عن العمل .
ودرءاً لأي حماقة قد تحصل من الامبراطور ترامب أو دفعاً لأي منموظفيه في المنطقة للقيام بعمل أرعن، ستشارك روسيا والصين بإغلاقهذا الممر من خلال مسمى(مناورات بحرية) .
بالخلاصة، نصف الكرة الأرضية سيتوقف توقفاً أو شبه توقف، كل ماله علاقة بالنفط لديه، وللمصادفة فإن أرباب الإدارة الأميركية وعلىرأسهم السيد ترامب، هم المالكون أو المستفيدون من تلك المنشآت،مما يعني بأنها خطوة إخضاع للسياسة الاميركية بشكل مباشر أو غيرمباشر .
السيد ترامب، ذلك التاجر العظيم، والمقامر الفذ، وصاحب الصفقاتالخيالية، ومن ورائه كل أولئك الذين قدموا ويقدمون كل فروضالطاعة والولاء لسيد البيت الأبيض، يقامرون اليوم ويلعبون لعبةخطيرة، قد لا تكون خواتيمها إقفال مضيق هرمز .
اليوم البداية، أما النهاية فحكماً لن تكون كما يشتهون، ولنتذكر كلمةقالها الجنرال قاسم سليماني:”قد يفتح ترامب ومن خلفه بعضالأميركين الحرب، ولكنه حتماً لن يكون من ينهيها” .

حمزة العطار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى