سياسة

مؤتمر أستانا 4 : مبادرة بوتين تحبس أنفاس ترامب العدائية – إيران ضمانة السلام بإعتراف دولي – لماذا تركيا وليس السعودية ؟!

 

رئيس تحرير مرايا الدولية – فادي بودية

انتهت اجتماعات أستانا-4، باتفاق روسيا وتركيا وإيران وبموافقة القيادة السورية على إنشاء “مناطق تخفيف التصعيد” في سوريا مع تخبّط أجندات الفصائل المعارضة.

فما هي آلية تطبيق هذا الاتفاق وهل لديه فرص نجاح؟

تتضمن “مناطق تخفيف التصعيد” ثماني محافظات توجد فيها الفصائل المعارضة من أصل 14 محافظة سورية.

ولا تشمل المذكرة محافظتي دير الزور والرقة التي يوجد فيهما داعش الإرهابي، كما تؤكد ضرورة مواصلة القتال ضد التنظيمات المتطرفة.

* ما هي المناطق المعنية بمذكرة أستانا؟

– محافظة إدلب التي يسيطر عليها تحالف فصائل معارضة تكفيرية بينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا(  .

–  أجزاء من محافظات اللاذقية وحماة وحلب دون أن تحدد المذكرة ما هي تلك الأجزاء.

وتسيطر فصائل المعارضة على مناطق في ريف اللاذقية الشمالي وريف حماة الشمالي والقسم الأكبر من ريف حلب الغربي وأجزاء من ريفها الشمالي. وجميع تلك المحافظات محاذية لإدلب.

–  أجزاء في ريف حمص (وسط) الشمالي، الذي تسيطر المعارضة على مناطق فيه.

– في الغوطة الشرقية، التي تعد معقل الفصائل المعارضة وخاصة “جيش الإسلام” قرب دمشق.

– أجزاء من جنوب سوريا، أي في محافظتي درعا والقنيطرة.

وتسيطر الفصائل المعارضة على غالبية محافظة درعا باستثناء مناطق في الريف الشمالي وأجزاء من المدينة مركز المحافظة. كما تسيطر فصائل المعارضة على الجزء الأكبر من محافظة القنيطرة.

كما توجد مجموعة موالية لتنظيم داعش في أجزاء صغيرة من المحافظتين.

مبادرة الرئيس بوتين تحبس أنفاس ترامب العدائية !

منذ تسلّم ترامب زمام الرئاسة الاميركية جهد على إعادة الهيبة الاميركية العسكرية وفرض معادلة :” أنا موجود ” فحاولت ضرب الاستقرار ومنع الجيش السوري وحلفائه من إحراز أي تقدّم من شأنه تحقيق إنتصار يوهن من عزيمة الإرهابيين فكانت ضربة ” جبل الثردة ” الذي إستشهد فيه عشرات جنود الجيش السوري بذريعة ” الخطا ” الأميركي ، لتأتي بعدها ضربة مطار الشعيرات فضلاً عن الضربات الإسرائيلية المتعددة على الجبهات السورية في كل مرة شعر بها العدو أن سورية وحلفاءها ” ينتصرون ” لاسيما مع تزايد مخاوف ترامب ونتنياهو من الوجود الإيراني وحزب الله في سورية .

مبادرة الرئيس بوتين حول مناطق تخفيف التصعيد جاءت لتسحب الذريعة من يد ترامب من شنّ أي ضربة جنونية في سورية فالهدف والمنطقة الجغرافية لداعش أصبحا محددين بشكل واضح … فليتفضّل ترامب بمحاربة داعش إذا كان جدياً بعد التنسيق أولا مع القيادة السورية وموافقتها !!

إن هذه المبادرة ليست بداية تقسيم كما يظنها البعض أو يحاول أن يروّج لها فالقراءة المعمّقة للبيان الصادر عن وزارة الدفاع الروسية كان واضحاً : الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتركيز الحملات العسكرية بوجه داعش والنصرة وكل الفصائل التي لم تلتزم بمبادرة الرئيس بوتين .. وهذه المرة فإن الجانب التركي قد أسلم لواقع الحال : لن يكون هناك تقسيم في سورية ويجب إنهاء الارهاب .

ولكن لماذا كانت تركيا الجهة الضامنة للمسلحين وليس السعودية ؟

من المؤكد أن تركيا باتت تسعى للعب الدور المحوري والحامي من جهة المسلحين وهذا يؤسس لها لاستلام مركز الزعامة السنية في العالم العربي مع تصاعد أحلام أردوغان بترسيخ فكر الاخوان المسلمين والوهابية في زمن كانت السعودية هي صاحبة السمو في هذا الاطار ، بالإضافة إلى انغماسها في حرب اليمن حيث باتت تبحث عن صيغة للخروج مع حفظ ماء الوجه بعد فشلها الذريع في عدوانها .

إلا أن هذا لا يعني أن تركيا بأفضل حال ، فانتشار الارهاب في الداخل التركي يقلق عرض أردوغان العثماني وهو بات كمن يسعى وراء سراب في صحراء الحرب … هو في صراع مع الجميع : أوروبا – سورية – إيران – روسيا – أميركا ..ولا يعرف لنفسه حليفاً أو موطئ قدم ثابتة يهادن روسيا ثم يهاجمها ، يغازل إيران ثم يهاجمها ، قلق وارباك في العلاقة مع أميركا ، يريد فرض نفسه بالقوة على الاتحاد الاوروبي … إنه جنون العظمة الأردوغانية !!

إيران ضمانة السلام بإعتراف دولي

كان لافتاً انسحاب وفد معارضة الرياض واعتراضه على وجود ايران لكن لا حيلة لمن لا قوة له فإيران استطاعت أن تفرض نفسها على المجتمع الدولي أنها دولة ضامنة للسلام مستندة الى توافقها وحلفها الاستراتيجي مع القيادة السورية والاهم إلى شرعية وجودها على الارض السورية ، وهي بذلك أيضاً انتزعت إعترافاً من ترامب أنها جمهورية سلام وليست مصدر إرهاب كما حاول توصيفها في عدة محطات .

لاشك أن الشارع السوري اليوم بات أكثر ارتياحاً في ظل الضامنين الروسي والايراني معبّراً صراحة عن عدم ثقته بضمانة التركي لأنه أيضاً أوضح دوره واصطفافه الى جهة المسلحين ، وبالتالي فهو لم ينل ثقة القيادة السورية بل كان ثقة الارهابيين وهذا دليل مضاف إلى إرتباطه بهذه الجماعات .

في المحصلة : أستانا منصة المبادرة الروسية الايرانية حلّت مكان جنيف الاميركية ولكن يبقى الميدان هو الفيصل في تلك المبادرات وقد قالها فخامة الرئيس الدكتور بشار الأسد : ” سنقضي على كل الإرهابيين وسنحرر كل الأراضي السورية وستعود سورية كما كانت بل أقوى وأشد عزيمة ” ..

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى