سياسة

خطاب بوتين سوفياتي – روسي ومنعاً لتزوير التاريخ


د. فؤاد خشيش – مرايا الدولية

يمكن القول ان الخطاب الذي القاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الذكرى الـ75 للنصر على النازية في الساحة الحمراء في موسكو انه كان “سوفياتياً وروسيا” بإمتياز.

اراد بوتين ايصال رسائل متعددة مفادها ان الحقبة السوفياتية كانت مشرفة، وان الشعب السوفياتي والجيش الاحمر قدما الغالي في مواجهة الهجمة النازية انذاك، واليوم روسيا لن تألو جهدأ من اجل مواجهة الارهاب والعمل على قيام نظام عالمي جديد قائم على التعددية والحوار والسلام.

وجاء الاحتفال الذي جرى تحت شعار “الوطنية” قبل أيام من استفتاء على تعديل دستوري والقيام باصلاحات داخلية واقتصادية وبخاصة بعد موجة كورونا.


واشاد بوتين “بالتضحيات السوفياتية” التي قدمها الجيش الأحمر إبان الحرب العالمية الثانية والتي ساهمت في الانتصار على ألمانيا النازية ودحر قواتها العسكرية، واعتبر ان هناك محاولات كبيرة من اجل تزييف التاريخ وسرقته، مع الاشارة الى ان الحلفاء لم يبخلوا بتقديم كل ما يلزم ومعاً من دحر الآلة الجهنمية الحربية للنازية وقد اشار الى ذلك صراحة عندما قال :”

“من المستحيل أن نتصور حتى كيف يمكن أن يكون العالم اليوم لو لم يأت الجيش الأحمر للدفاع عنه”. وتابع إن الجنود السوفيات “حرروا دول أوروبا من الغزاة، ووضعوا حدا لمأساة المحرقة، وأنقذوا شعب ألمانيا من النازية، تلك العقيدة الفتاكة”.

 

ولم يجدد الرئيس الروسي في خطابه ذو النبرة الوطنية من غير أن يكون هجومياً، الاتهامات التي وجهها مؤخرا للغرب الذي يتهمه بالتقليل من أهمية الدور السوفياتي في وضع حد للحرب العالمية الثانية لأغراض سياسية.

وأكد أن الاتحاد السوفياتي “دمر 75% من الطائرات والدبابات والقطع المدفعية للعدو”.
وفي إشارته الوحيدة إلى العالم الحالي، دعا الأسرة الدولية إلى الوحدة في مواجهة التحديات المطروحة اليوم موضحا “ندرك أهمية تعزيز الصداقة والثقة بين الشعوب وفتح حوار وتعاون حول المسائل الحالية المطروحة على الأجندة الدولية”.


واصر بوتين على تنظيم العرض العسكري في 24 حزيران/يونيو، وهو تاريخ يحمل رمزية إذ شهد أول عرض من نوعه عام 1945، وعلى إجراء الاستفتاء في أعقابه.

والاهم ان حضور عدد من قادة الدول السوفياتية السابقة ومن الصين ومنغوليا وصربيا ايضاً يحمل دلالة مهمة على ان روسيا لا تزال على علاقات وثيقة مع تلك الدول على كافة الصعد وهي رسالة الى اميركا مفادها ان روسيا قوية بحلفائها وان التاريخ المشترك الذي كان يجمعهم لا يزال وهو امانة تاريخية للاجيال المقبلة .


وعاود بوتين هجماته بهذا الصدد الأسبوع الماضي في مقال طويل اتهم فيه الغرب بتحريف التاريخ في نهج معاد لروسيا، ما يقوض بنظره “مبادئ تطور سلمي للعالم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى