سياسة

سامي كليب: “خطاب الأسد وازى العمليات العسكرية .. وطيلة الحرب لم يكن منفصلاً عن الواقع”

وفاء دريبي – مجلة مرايا الدولية

بعد سنوات الحرب الطويلة والظروف القاسية التي مرت بها سورية لم يتوانى الإعلامي والكاتب والمحلل السياسي د. سامي كليب لحظة عن الدفاع عن الوطن وقائد الوطن، بكلمته وقلمه وكتبه.

وها هو اليوم يلقي الضوء على “دور الرئيس الأسد في تأسيس وصمود محور المقاومة” من خلال الندوة الثقافية الفكرية التي ألقاها ضمن فعاليات معرض الكتاب بدورته الثلاثين في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، والتي تطرق خلالها لملامح من السياسة السورية المعاصرة منذ عام 2000 إلى وقتنا الراهن.

لماذا الرئيس الأسد هو محور الصراع منذ العام 2011 ؟ وهل كان منفصل عن الواقع أم كان عنوان انتصار محور المقاومة ؟ وماذا نتج عن دراسة وتحليل لخطابات الرئيس بشار منذ توليه الرئاسة؟
كل هذه التساؤلات وأكثر أجاب عنها د. سامي كليب بالعودة إلى الوراء للسياسة السورية المعاصرة منذ عام 2000 إلى وقتنا الراهن.

خلال الندوة الثقافية أكد د. كليب أن الرئيس الأسد لاشك وأنه كان الشخصية المحورية الأهم لبقاء الجيش العربي السوري وحلفائه القادرين على القتال حتى اليوم، فقد كان مالئ الدنيا وشاغل الناس، ولم يكن أبداً منفصلاً عن الواقع كما أشاع البعض، بل إن الواقع الذي كان يراه مغاير تماماً لذلك الذي كان يراه خصومه، فكان هو من يقوم بنفسه بقيادة الأمور ومن يقرر ويفاوض ويعطي الأوامر.

وفي تحليله لخطاب الرئيس بشار ومقارنته لخطاب الأب مع الابن.. قال د.كليب : “الرئيس بشار الأسد استمر على الدرب الذي رسمه الأب الراحل حافظ الأسد بالثوابت الوطنية الكبرى المتعلقة بفلسطين ..العروبة..مبدأ المقاومة وأيضاً المتعلقة بكرامة الدول التي لم يتم التزحزح عنها رغم ثماني سنوات من الحرب والضغوط الهائلة التي شاركت فيها معظم دول العالم بالإعلام وبالسلاح وبالإرهاب وبالتمويل؛ فالرئيس بشار لعب دوراً أساسياً في الخطاب الذي وازى العمليات العسكرية والجهد الدبلوماسي والسياسي، منوّهاً إلى أنه وبالرغم من الحملات الإعلامية الشرسة والكبيرة المدعومة مالياً وإعلامياً من قبل مؤسسات كبيرة ضد سورية، إلا أن الخطاب السوري الإعلامي من قبل الرئيس بشار الأسد حقق إنجازاً كبيراً وبقي مسموعاً.

وعن قضية الجولان، لفت د. كليب إلى أن الرئيس حافظ لم يتنازل عن شبر من الجولان حتى بآخر أيامه، كما أضاف قائلا: “بتصوري الشخصي فإن بشار الأسد الذي قرأت شخصيته ودرستها جيداً ودرست خطاباته أيضا كل هذا وأكثر يؤكد أنه وبالتحالف القائم لم ولن يتنازل أو يقدم أي شبر لإسرائيل وسيبقى يقول إنه “بعد هذه الحرب، مالم نقدمه في عز وهننا لن نقدمه بعد ما توصلنا إليه اليوم” .

تلا المحاضرة حفل توقيع ثلاثة كتب للدكتور سامي كليب الأول بعنوان ” عن الحرب السورية بالوثائق السرية.. الأسد بين الرحيل والتدمير الممنهج”، والثاني جاء بعنوان “خطاب الأسد من الإصلاح إلى الحرب.. أسرار وتحليل ووثائق” أما الكتاب الثالث فهو “الرّحالة.. هكذا رأيت العالم” و يدور حول رحلاته عبر العالم على مدى 25 عاما.

وعبّر الكاتب كليب عن مدى سعادته بتواجده في سورية وهي تختم الأشهر الأخيرة من الحرب الضروس التي استمرت ثماني سنوات وكانت من أشرس حروب أوائل هذا القرن، كما أضاف أنه لشرف كبير لأي كاتب عربي أن يكون مشاركا في معرض الكتاب.. لسبيين : أولهما، يبشّر بأن الحرب بدأت فعلا تضع أوزارها، فنحن في واحدة من أقدم مدن التاريخ أن نعود إليها عبر الكتاب والفكر والثقافة، وهذا يدل على العودة إلى عمق وعراقة سورية، و السبب الثاني هو أن في هذا تحدي كبير فبالرغم من كل سنوات الحرب والدمار لاتزال سورية قادرة على الوقوف كما وقفت عبر التاريخ على قدميها لتقيم معرض الكتاب بتشجيع منها للمثقفين.
ونوّه كليب خلال حديثه إلى أن ريع كل هذه الكتب سيعود إلى أبناء الشهداء في سورية.
وعن أهمية إقامة معرض الكتاب الدولي اليوم بعد سنوات طويلة من الحرب.. قال: “حين تنهض الدول والشعوب من الحروب فإن أول نافذة على العالم هي نافذة الثقافة ونافذة الإعلام، لذلك أنا أتمنى أن تكون سورية التي أُحِب و التي هي جزء منّا وامتدادنا القومي العربي أن تقدم نموذجاً جديداً إلى العالم مطمئناً للجميع.. آملاً بأن تحوي المعارض القادمة كتباً أكثر وأوسع وأن لا نرى كتب ممنوعة من النشر أو العرض عدا ما يمس الدولة السورية والدين وأخلاق المجتمع والنعرات الطائفية” ، وتوجه بالشكر إلى مكتبة الأسد المكتبة العريقة على دعوتها له بعد ثماني سنوات من الحرب ليقدم هذه المحاضرة.
وفي سؤال خاص “لمجلة مرايا الدولية” حول الوضع الحالي في سورية بعد أن استعادت الدولة السورية المدن الكبرى والجزء الأكبر من المنطقة الجنوبية واستعدادها للتوجه إلى الشمال، قال د. كليب: “أعتقد أننا شارفنا على المرحلة النهائية من الحرب، ولكن هذا لا يعني انتهاء الحرب ببساطة، لأن عادةً الربع الساعة الأخيرة في الحروب قد تكون أشرس وأصعب وأقسى، لكن بالمحصلة سورية صمدت وخرجت من الحرب
” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى