ايران

شوكت مالك جمعة … مـــقــدَّمًــا على قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

ولأنتم _يا أبا مالك _ من أهلِ العزم والتصميم والشكيمة والإرادة ….
ولأنتم مقدَّمون _ أيُّها الـــمــقــدَّم _ بين الكِرام في الصفات والمكارمِ ومحمود الخصال والشَّمائل …
ولأنَّكم من كلِّ ذلك …. تستحقُّون …
رتبَ الحياة … ومناصب المسؤوليَّة الإنسانية والأخلاقيَّة والوطنية والمواطنيَّة !!!
ألست ممن ينتَسِبون الى دوحةٍ كريمة أصيلة في حسبِ الأمومة ونسبِ الأبوَّة !!!
فنِعم الأم المجاهِدة العظيمة الحاجة ” نورا علي الفقيه ” أم شوكت التي أنجبت أنوار القلوب الصافية للحياة … وطوبى لها مجاوِرةً الشهداء والصِّدِّيقين ترمقُ أبناءها من علياءِ الجنان ، وهم يغرسون فضائلها وقيمها وجميل تربيتها بين النَّاس …
طوبى لها وحسن مآب … ومباركٌ لها في نجلها البِكر المقدَّم شوكت مالك جمعة الذي عرفَ حقَّها كما اوصى الإمام علي بن الحسين :” وأمّا حَقُّ أُمِّكَ، فَــأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا حَمَلَتكَ حَيْثُ لا يَحْمِلُ أَحَدٌ أَحَدًا وَأَطْعَمَتكَ مِنْ ثَمَرَةِ قَلْبها مَا لا يُطْعِمُ أَحَدٌ أَحَدًا، وَأَنَّهَا وَقَتكَ بسَمْعِهَــا وبَصَرِهَــا ويَدِهَــــا وَرِجْلهـــــا وَشَعْرِهَا وبَشَرِهَا وَجَمِيعِ جَوَارِحِهَـــــا مُسْتَبشِرَةً بذَلِكَ، فَرِحَـــــــــــةً مُوَابلَةً ، مُحْتَمِلَةً لِمَـــــــــا فِيهِ مَكْرُوهُهــا وأَلَمُهـــا وثِقْلُهـــا وَغَمُّهَا حَتَّى دَفَعَتهَا عَنْكَ يَدُ الــقُدْرَةِ وَأَخرَجَتكَ إلَى الأَرضِ فَرَضِيَتْ أَنْ تَشْبَــــــعَ وتجـــــُوعُ هِيَ، وَتَكْسُوكَ وَتعْرَى، وَتُرْوِيكَ وَتَظْمَـــأُ، وَتُظِلُّكَ وتَضْحَى، وَتُنَعِّمَـــــــكَ ببُؤْسِهَــــا، وَتُلَذِّذُكَ بالنَّوْمِ بأَرَقِهَا، وَكَانَ بَطْنُهَــــــا لَكَ وِعَاءً، وَحِجْرُهَـــا لَكَ حِوَاءً، وثَدْيُهَا لَكَ سِقَاءً، ونَفْسُهَـــا لَكَ وِقَــــاءً، تُبَاشِرُ حَرَّ الدُّنيَا وبَرْدِهَــــا لَكَ وَدُونَكَ، فَتَشْكُرَهَا عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ وَلا تَقْدِرُ عَلَيْهِ إلاّ بعَونِ اللَّهِ وَتَوفِيقِهِ …”
فشكرًا لكِ أيَّتها الرُّوح الملكوتيَّة في يوم سموِّ ولدِك ورتبتِه الوطنيَّة ….
ونِعمَ الأب السيِّد مالك حسين جمعة ، الكادح المضحِّي المربِّي الذي تعهَّد أبناءه برموش عينيه وعرقِ جهاده ، فكان مصداقًا من مصاديق قول الإمام علي بن الحسين :” وَأمَّا حَقُّ أَبيكَ فَتَعْلَـــــمَ أنَّهُ أَصْلُكَ، وَأنَّكَ فَرْعُــــــهُ، وَأَنَّكَ لَوْلاهُ لَمْ تَكُنْ. فَمَهْمَــــــــــا رَأيْتَ فِي نفْسِكَ مِمَّا يُعْجِبُكَ فَاعْلَمْ أَنَّ أَبَاكَ أَصْلُ النِّعْمَةِ عَلَيْكَ فِيهِ وَاحْمَــــــدِ اللَّهَ وَاشْكُرْهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ وَلا قُوَّةَ إلاّ باللهِ …”
أخي سيادة المقدَّم شوكت مالك جمعة
أنتم فرعٌ من هذه الدَّوحةِ الغنَّاء ، دوحة الوالــــدِين الكبيرين … تحملون قيم الخير ، تغرسون غراس الوعي والخدمة العامة ، وتقدِّمون مصلحة العامة ، تبتسمون للحياة تواجهونها بالعزيمةِ والشكيمة والنفس الكبيرة لأنكم ممَّن وسمهم المتنبي بقوله :
وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً
تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ
هكذا أنتم _ يا ابا مالك _ عظمت الهمة عندكم ، وكبرت النفس في آمالكم ومرادكم ومساعيكم حتَّى تعب الجسد في تحقيق ما تصبون اليه ؛ وتطمحون لنيل مراتبه ومعالي الأمور فيه ، لأنكم لا ترضون بالمنزلة الدون ، تسعون ليلكم ونهاركم في خدمة الناس والوطن والشَّأن العام ولا بد أنْ يكون موسم حصاد ِ كل ذلك هو حصولكم على الرتب العالية ، الَّتي تتشرَّف بكم ايها الحبيب الواعي والمدرك والعاقل والمتدبِّر لسنَّة الحياة وفهمها على قاعدة ان ما يبقى في الحياة هو الأثر الجميل والذِّكــــر الطيِّب ، ولنِعمَ اثرك الجميل النبيل ، ومسيرة عطائكَ الطَّيبة النديَّة الجميلةِ على كلِّ شفةٍ ولسان …
ولنِعم َ حضورك البَـــهيّ في كلِّ قلبٍ يحملُ لك مقدار ما غرست فيه من حبٍّ ووئامٍ ووفاء ….
أبا مالك
مباركٌ للبنان ، للوطن ، لعلي النَّهـــري ، مبارك ٌ لنا فيكم وبكل المخلصين امثالكم من ابناء هذا الوطن الرسالة لبنان الذي نريده على شاكلة قلوبكم الأبيَّة الرساليَّة واعمالكم الانسانيَّة والى هذا يشير الله تعالى :” قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا …” يا من هداكم الله سبلَ المحبَّةِ والمودَّةِ والخدمةِ والرَّحمةِ والنَّقاءِ والصَّفاء في القلب والعقل ….
مباركٌ رتبتكم الوطنيَّة في خدمة الوطن ، ايُّها المواطن الحقّ الذائد عن أمن الوطن وامنِ مواطنيه ، المخلص الكريم الخلوق المهذَّب الحامل لكل القيم التي نحتاجها في مسؤولي هذا الوطن ، في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة والمصيرية من تاريخه .
مع محبَّتي ودعائي
علي رفعت مهدي
علي النهري
31 كانـــون الأوَّل 2020 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى