سياسة

“كويرس موطني الصغير” التعاون الثاني للأفلام الوثائقية الطويلة بين سوريا وإيران لعام ٢٠١٨ يفتتح عرضه الأول بدمشق

وفاء دريبي – مجلة مرايا الدولية

افتتح مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون، الأمس، العرض الأول والخاص للفيلم الوثائقي الطويل الإيراني “كويرس موطني الصغير” بحضور السيدة بثينة شعبان المستشارة الإعلامية والسياسية في رئاسة الجمهورية ، والسيد العماد نائب وزير الدفاع محمود عبد الوهاب شوا ومدير عام المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين ، والسفير الإيراني بدمشق وعدد من الدبلوماسيين والمهتمين بالشأن الثقافي..

“كويرس موطني الصغير” برعاية كريمة من الأستاذ محمد الأحمد وزير الثقافة و العماد علي أيوب وزير الدفاع وبمشاركة المؤسسة العامة للسينما وإتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية والإدارة السياسية في الجيش العربي السوري ..

الفيلم من إخراج سعيد صادقي وتدور أحداثه حول قاعدة كويرس الجوية العسكرية الواقعة شرق مدينة حلب، وقصة 1500 طالب وضابط من الكلية العسكرية الجوية حوصروا من الجماعات الإرهابية التكفيرية على مدى ثلاث سنوات ونصف السنة، ورغم الحصار تمكنوا من إحباط جميع الهجمات ومحاولات الاستيلاء على القاعدة..

ألقى نائب وزير الدفاع محمود عبد الوهاب شوا كلمة له قبل العرض جاء فيها: “مطار كويرس نموذج لإرادة الصمود والانتصار التي دامت لأكثر من ٣ سنوات والتي لم تنال من عزيمة الرجال الميادين المدافعين عن حصن من حصون العزة والكرامة”، مشدداً على أيدي الاصدقاء الإيرانيين وكل من ساهم في إنجاز الفيلم على ما بذلوه من جهد في هذا العمل الفني الرائع الذي يكرس في أذهان الأجيال القادمة صور البطولة ومعنى التضحية والفداء، موجهاً في الختام التحية لأبطال الجيش العربي السوري وخصَّ منهم ابطال مطار كويرس”..

وفي كلمة لمخرج الفيلم سعيد صادقي، وجّه شكره لوزارة الدفاع ووزارة الثقافة والسفارة في الجمهورية الاسلامية على الاهتمام والرعاية لهذا الفيلم.. وقال صادقي: “نتمنى أن يكون بادرة خير للأفلام الوثائقية في المستقبل. كويرس هو نموذج من مقاومة الجيش العربي السوري في كافة الجبهات في سورية وهو نموذج عن البطولات التي حققها في جميع الأراضي السورية ضد جبهة الإرهاب التكفيري الداعشي.ضمن السبع سنوات من الحرب على سورية دأبت وسائل الاعلام الغربية وبعض الوسائل العربية على تضليل الجمهور والرأي العام وقدمت حقائق غير واقعية وأخبار كاذبة عمايجري في سورية بشكل عام..

وبدوره، أشاد الملحق الثقافي للجمهورية الإسلامية بدمشق السيّد محمد هادي التسخيري، بالأفلام الوثائقية على أنها أفلام مهمة جداً تلعب دور نقل الحقيقة من جيل إلى جيل آخر، فالجيل الحاضر شاهد هذه البطولات والصمود والتضحيات، كما أن لها دور بالتوثيق للجيل القادم وتنقل الحقائق له، فهي قصص لمجموعة من الشباب محاصرون من قبل مجموعات إرهابية عنيفة تسندها قوى عالمية في حرب كونية حول سورية، هذه التجربة ستنقل الحقائق للأشخاص الذين لم يشاهدوا هذه التضحيات أو كانوا بعيدين عن هذه الأجواء..
وتابع تسخيري، نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان لنا تجربة ثمينة جداً في مجال الأفلام الوثائقية ولكن بالرغم من هذا بعد ٢٥ عام نشعر بأننا لم نقم بالعمل اللازم ونشعر بأننا مقصرين مقابل هذه البطولات التي حصلت، ودائماً حديثنا مع إخواننا السوريين بأن التاريخ إذا ما كتبه صنّاعه وأبطاله والذين عاشوه سيكتبه العدو، والعدو لن يكتبه كما هو موجود بل سيكتبه كما هو يشاء وسيغير الكثير من الحقائق للأجيال القادمة ونحن سنكون مسؤولين أمام الأجيال القادمة..

وعن مدى أهمية الأفلام الوثائقية اليوم وما يميزها عن غيرها من الأفلام، قال مراد شاهين مدير عام المؤسسة العامة للسينما: “الفيلم اليوم هو فيلم وثائقي سينمائي بامتياز تم العمل عليه بحرفية عالية، مدى أهميته تأتي من وقوفه على الحقائق مباشرة، فهو يحوي وثيقة للتاريخ ووثيقة للأيام القادمة، والفرق بين الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية الطويلة هو أن الأخير يحاكي الواقع بالضبط كما هو ويصف الأحداث كما كانت، ومن هنا تأتي أهميته كي يكون وثيقة حقيقية للأيام وللأجيال القادمة، ووثيقة تشرح وتبين كيف تتم حياكة المؤامرات ضد دول المنطقة ذات السيادة وذات الرأي الحر”..
وأضاف شاهين بأن ما يميز الأفلام الوثائقية عن غيرها من الأفلام أنها تبقى ما بقي التاريخ فهو وثيقة تستطيع الإطلاع عليها في اي وقت كان، معتبراً هذا العمل من أهم الأفلام الوثائقية التي تم تصويرها خلال الحرب على سورية في هذه الفترة..

وفي الحفل تم تكريم الضابط محمد شاليش أحد العسكريين الذين كانوا في المطار أثناء الحصار، وقدم مشاركة حية في الفيلم .

وفي تصريح خاص لبطل العمل محمد شاليش لفت إلى أنه أحد العناصر التي شاركت بحماية مطار كويرس ويؤدي فيه دور مقاتل بالمطار، وبأن هذا الفيلم يجسّد اليوم الواقع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، منوّهاً إلى أنه لم يكن يتوقع أن يأتي هذا اليوم ويتواجد هنا ليروي هذا الحدث نظراً لأن أمل النجاة كان ١%..

يذكر بأن فيلم “كويرس موطني الصغير” يعد التعاون الثاني للأفلام الوثائقية الطويلة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية في هذا العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى