الافتتاحیة

آل سعود يشيّعون مشروعهم في سورية الجبير : الأسد باقٍ على رأس السلطة… هل من وسيط ؟!

 

رئيس تحرير مرايا لبنان الدولية – فادي بودية

أثارت تصريحات وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير ” عقب لقائه المنسق العام لهيئة المفاوضات السورية ” رياض حجاب ” موجة كبيرة من التساؤلات حول إقرار المملكة السعودية بأنّ ” الرئيس بشار الأسد باقٍ في السلطة ” .

ما هي خلفيات هذا التحوّل ؟ وما هي آفاق المرحلة المقبلة ؟

بداية لا بد من الوقوف على بعض المجريات التي سبقت هذا الموقف السعودي الذي يحمل في طيّاته إقراراً بهزيمة المشروع السعودي التكفيري الإرهابي في سورية :

1- تهاوي الجماعات المسلحة في الميدان السوري حيث فقدت غالبية معاقلها الرئيسية من القصير إلى حلب إلى ريف دمشق والبادية وصولاً إلى الحدود العراقية وانهزامها في ” الموصل ” أحد أبرز معاقل داعش مما أفقدها القدرة على فرض أوراق تفاوضية جديدة .

2- الأزمة الخليجية التي كشفت حجم التآمر الخليجي ضد سورية من حيث تقاسم الأدوار بين دول داعمة للنصرة وأخرى لداعش ، وفي ظل هذا الانقسام انقطعت خطوط التنسيق بين وجهي الإرهاب مما انعكس اقتتالاً داخلياً في ما بينهم في الميدان ، وهو ما أعطى القدرة للجيش العربي السوري وحلفائه التقدّم العسكري .

3- سقوط رهان إرهاق الجيش السوري وحلفائه بعد مرور ما يقارب سبع سنوات بل أدركت السعودية أن إطالة أمد الحرب أعطت للجيش السوري والقيادة المزيد من التأييد الشعبي وأكسبتهم قوة وخبرة قتالية أقلقت الكيان الصهيوني ولاسيما بعد معركة جرود عرسال الأسطورية .

4- اشتداد الضغوط الأوروبية بضرورة إنهاء الحرب في سورية من أجل حلّ مسألة النازحين السوريين الذين باتوا يشكّلون عبئاً على المجتمع الأوروبي ( ولا ننسى ابتزاز رجب طيب أردوغان الاتحاد الأوروبي بمسألة النازحين ) .

5- عدم قدرة آل سعود على إدارة حرب متعددة الجبهات : اليمن ، سورية ، العراق ، إيران ، قطر ، فضلاً عن الأزمة الداخلية التي تغرق بها أروقة المملكة على خلفية تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد .

6- عدم وجود أفق لمطالب الرياض في المفاوضات الدولية ولاسيما بعد بروز الخلاف التركي – السعودي ، ورعونة الموقف الأميركي الذي بات متيقناً أن الحرب في سورية مسدودة الأفق ،لذا فقد اتجهت نحو البحث عن مصالحها بمعزل عن حلفائها الافتراضيين .

إذاً نحن لسنا أمام ” تحوّل ” في الموقف بل نحن أمام ” إقرار ” لا لبس فيه أن المشروع الذي طمحت إليه السعودية طيلة هذه الحرب قد سقط ، والرهانات التي بنت عليها السعودية ما هي إلا سراب في صحرائها ، دون أن نغفل أن العجز المالي والتدهور الاقتصادي الحاد في السعودية شكّل عامل ضغط كبير نتيجة المغامرات الصبيانية التي قامت بها .

حتماً القيادة السورية والشعب السوري والجيش لم ينتظروا من السعودية تأييداً لوجود الرئيس الأسد ، فالسعودية هي الراعية الأولى للإرهاب باعتراف سيدهم البيضاوي ، فالجيش العربي السوري وحلفاؤه ماضون بتحرير كل تراب الأرض السورية وتطهيرها من إرهاب السعودية وقطر وتركيا والكيان الصهيوني وأمريكا ، و ستنتصر سورية سياسياً وعسكرياً واجتماعياً واقتصادياً بينما ستغرق الدول الراعية للإرهاب في مستنقع الجهل والفوضى .

دبلوماسي روسي رفيع المستوى يقول أن السعودية باتت أكثر انفتاحاً على الحلول السياسية في سورية ، وهي تحاول بشكل أو بآخر أن تلوّح بضمانة الوساطة مع القيادة السورية بموازاة إيجاد مخرج لها ” لائق ” من حربها على اليمن بعد أن فشلت في تحقيق أي هدف لها سوى القتل والتدمير ، فهل من وسيط قادر أن يحمل كل هذه الدماء التي أراقتها السعودية في سورية واليمن والعراق وحتى لبنان ؟! ومن سيحمي السعودية من الوحش الإرهابي التكفيري “داعش والنصرة ” ؟!

بعد كل مساء سينبلج صبح جديد …

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى