سياسة

لاجئون ولكن.. بنسبة أكبر!

 

يتصدر عدد اللاجئين الفلسطينيين أكبر نسبة في العالم بالنسبة لعدد اللاجئين قياساً بعدد الشعب.

إذ قدم مركز (الزيتونة للدراسات والاستشارات) في لبنان،  أبرز نتائج (التقرير الاستراتيجي الفلسطيني) لعامي 2016 و2017، والتوقعات المستقبلية للعامين المقبلين، وجاء فيها أن مجموع الشعب الفلسطيني بلغ مطلع عام 2018، نحو 13 مليون نسمة، نصفهم يقيم خارج فلسطين، أي نحو 6 ملايين و590 ألفاً، بما نسبته 50.6 %، يقيمون داخل فلسطين والباقي خارجها.

 

هناك عدة أسباب معقدة أدت إلى الاقتلاع الجماعي للفلسطينيين من  أراضيهم، وترتبط عملية التطهير العرقي والاقتلاع الجماعي بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان،  ففي أثناء حرب 1948، طُهر الفلسطينيين  عرقياً بالآلاف على أيدي الميليشيات الصهيونية، وبعد  تأسيس الكيان اليهودي طُهر عرقياً الآلاف على أيدي القوات الإسرائيلية وذلك من خلال مجموعة  من السياسات التي تنتهك أبسط مبادئ القوانين  الدولية.

 

وهذه السياسات تشمل هجمات عسكرية مباشرة  على المدنيين (الأماكن المأهولة بالمدنيين)،  ارتكاب المجازر، النهب والسلب، تدمير الممتلكات (تدمير قرى بأكملها) والتطهير  العرقي للسكان.

 

ليس من المنتظر أن يعترف  الصهيونيون أنفسهم بالجريمة فيعطوا الأسباب الصحيحة لفرار أو لجوء الفلسطينيين من بيوتهم ووطنهم، وقد غطى الصهيونيون، بقيادة الوكالة اليهودية  شرور أعمالهم في فلسطين بدعايتهم الكاذبة، وحجب جهازهم الدعائى، أكثر الأجهزة تأثيراً في العالم الحقيقة، واستطاعت الدعاية الصهيونية لسنوات عديدة، أن تحجب الحقيقة وتخدع العالم. وكانت الغمامة التي خلقها التضليل الصهيوني من الكثافة بحيث غطت على الجرائم الصهيونية التي ارتكبت في 1948م، اختلق الصهيونيون أسباباً كاذبة كثيرة لفرار ولجوء الفلسطينيين من ديارهم تغطية لجرائمهم ومنها:

 

-أن العرب الفلسطينيين تركوا وطنهم بمليء إرادتهم الحرة، وأن زعماءهم وقادتهم شجعوهم على الرحيل، وهذا ادعاء باطل ولا أساس له من الصحة  الذي يقول أن النزوح جاء نتيجة أوامر من القادة العرب من داخل البلاد أو خارجها عن طريق الإذاعات أو أي طرق أخرى،  بل أنه ثبت العكس، أي أن العرب حاولوا منع هذا النزوح واللجوء.

 

-إن الحكاية التي حاكتها الدعاية الصهيونية اليهودية، وأقنعت العالم بقبولها، ليس صادقة، فالمهجرون باختيارهم لا يغادرون بيوتهم وديارهم وليس معهم سوى ما يرتدون من ثياب، وأن  الناس الذين يعزمون على الرحيل من بيوتهم لا يستعجلون إلى الدرجة التي ينسون  فيها أفراد عائلاتهم: من زوج ينسي زوجته، أو أهل ينسون أطفالهم الواقع هو أن الأكثرية غادرت مجبرة على الفرار مرعوبة، هرباً من الذب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى