سياسة

غزة تنهار في الأسبوع الأخير من رمضان، الأسباب والتداعيات

يمر قطاع غزة هذه الأيام بأزمة انسانية واقتصادية خانقة لم يشهد مثلها طيلة السنوات العشر التي فرضها عليه الإحتلال الإسرائيلي، الأزمة شملت إحتياجات المواطن الأساسية من غذاء ودواء وماء ولباس والوضع الحالي هناك لايبشر بالخير وأصبح القطاع جراء ذلك قنبلة موقوتة ممكن أن تنفجر في أي لحظة.

الجميع الآن يحذر من “كارثة حقيقية” قد تأخذ معها القطاع إلى ما لا يحمد عقباه خاصة بعد الأحداث والتطورات الأخيرة التي شهدها القطاع خصوصا والمنطقة عموما، ما انعكس بدوره على حياة المواطنين داخل القطاع.

الضغوط التي يشهدها القطاع

نبدأ من أهم حدث يجري الآن داخل القطاع وهو قرار ” تقليص تزويد غزة بالكهرباء” الذي خرج به المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينت”، هذا القرار أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية لسكان القطاع لأن الكهرباء تعد شريان أساسي للحياة داخل القطاع فبعد القرار تفاقمت الأزمة أكثر وأكثر، حيث تضرر جراء القرار قطاع الزراعة وقطاع التجارة مما  أدى إلى إغلاق العديد من المصالح التجارية، كذلك الأمر بالنسبة لقطاع الصحة حيث أثر انقطاع التيار الكهربائي المستمر على عمل المستشفيات، ومن هنا نجد أن القرار الإسرائيلي شل الحياة داخل القطاع وأدخله بأزمة لأحد يعلم إلى أي مدى ستصل عواقبها.

من جانبها كتبت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية في تقرير سابق لها، إن تقليص الكهرباء والأوضاع الإقليمية تستهدف حماس، وتشكل ضغوطات جديدة عليها، وبظل الظروف الإنسانية الكارثية بالقطاع، كلها عوامل ستقود للانفجار وإلى تصعيد عسكري، لاسيما وأن “إسرائيل” تتأهب لشن عدوان جديد ضد القطاع.

بدورها اعتبرت حركة حماس القرار الإسرائيلي كارثيا وخطيرا كونه يمس بمناحي الحياة كافة في غزة، محملة الكيان الصهيوني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تداعياته.

أزمة قطر

أثرت الأزمة السياسية التي تتعرض لها قطر هذه الأيام على قطاع غزة وذلك بسبب الضغوط السياسية التي تتعرض لها قطر بحجة دعمها لحركة حماس وهذا سينعكس بشكل مباشر على الحركة وستدفع غزة ثمن ذلك، ومنذ عدة أيام غادر السفير القطري، محمد عمادي، قطاع غزة، وخلال مؤتمر صحفي عقده قبل مغادرته حذر من انه ستكون في انتظار الغزيين “ايام سوداء”.

من جهة أخرى اعتبر المحللون أن قطع دول خليجية بقيادة السعودية علاقاتها مع قطر، سينعكس سلبا على حركة حماس، وسيؤثر على الدعم الاقتصادي الذي تحصل عليه غزة من قطر، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.

الخارجية الأمريكية تشعر بالقلق

صرحت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت، أن حكومتها تشعر بقلق عميق إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة والتي أخذت بعداً حرجاً في اليومين الأخيرين بسبب تخفيض التيار الكهربائي لساعتين في اليوم.

وقالت ناورت “نحن نشعر بالقلق إزاء الوضع الإنساني في غزة، ونحن ندرك أنّ الحكومة الإسرائيلية وافقت على طلب السلطة الفلسطينية تخفيض ساعات إمداد الكهرباء في غزة. وفي ما يتعدى هذا الموضوع، لن أتحدث عن ذلك، ولكننا لا نزال نشعر بقلق عميق إزاء الحالة الإنسانية هناك”.

الأمم المتحدة تحذر من “انهيار تام”

حذرت الأمم المتحدة يوم الأربعاء من ما أسمته “انهيار تام” للخدمات الأساسية في قطاع غزة الفقير والمحاصر في حال تخفيض إمدادات الكهرباء، مشيرة إلى أن سكان القطاع رهائن للنزاع السياسي الداخلي.

ومن جانبه قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية روبرت بايبر، في بيان له ” إن المستشفيات وإمدادات المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي وخدمات الصرف الصحي قد تقلصت بشكل كبير منذ منتصف نيسان”، مشيرا إلى انه عندما توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل، قال مسؤولو الكهرباء في غزة أنهم لا يستطيعون فرض ضريبة تفرضها السلطة الفلسطينية على وقود الديزل الذي ضاعف من سعر تشغيل المحطة.

روني شكيد يكشف عما يجري في غزة

تحدث المحلل والصحفي الإسرائيلي، روني شكيد، عن الأوضاع المعيشية التي يمر بها قطاع غزة خلال هذه الفترة، وكتب شكيد في صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن “أبو مازن ينفصل عن غزة، وقطر تتوقف عن المساعدة، ومصر تتخوف من المساعدة الغزية للإرهاب في سيناء وتعزز الحصار. السعودية لم يعد يهمها غزة”.

وتابع شكيد “أوروبا منشغلة في شؤونها الذاتية. الولايات المتحدة أعلنت عن حماس كبؤرة ارهاب وحليف لإيران. وباستثناء تركيا التي ترسل هنا وهناك بعض المساعدة، بقيت غزة لوحدها – مع حماس فقط. منصة الانقاذ الوحيدة هي ايران، التي اعلنت في الأسبوع الماضي عن تجديد المساعدات. وفي هذه الاثناء لم يصل المال، وعندما يصل، ستستمتع به حماس وأذرعها العسكرية ، وليس الجمهور الواسع”.

وجاء في المقال أيضا “عشية انتهاء شهر رمضان، غزة تنهار، يائسة. في الاسواق لا تنقص البضائع، ولكن ينقص المال لشرائها ، ابو مازن قلص ثلث رواتب 58 الف موظف في السلطة يعيشون في غزة. حتى حماس قلصت رواتب موظفيها. وفي شهر رمضان يكون استهلاك المواد الغذائية عاليا، بشكل عام. وتصل نسبة البطالة في القطاع الى 40%”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى