دوليروسيا

مقابلة مع كابتن السفينة بوريس بروكوشيف

 

كنت اراسل بوتين كل شهر

*الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت بسبب 2750 طن من مادة الامونيوم كان موجوداً على متن السفينة ” روسوس” عام 2014 .* 

هذه المعلومات تحدثت عنها القناة التلفزيونية ال بي سي اللبنانية بعد اجتماع المجلس الاعلى للدفاع.

وكانت حصيلة الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت وادى الى مقتل اكثر من مئة شخص واصابة اكثر من مئة جريح بإصابات مختلفة, لكن السفينة “سوخوروز” التي كانت ترفع العلم المولدوفي كانت تتبع لأحد المواطنين الروس من مدينة خاباروفسك سابقا ايغور غريشوشكين الذي ترك في العام 2014 السفينة مع افرادها في مهب الريح.

عن كيفية وجود السفينة في مرفأ بيروت وتحول اعضاء الطاقم الى اسرى داخل السفينة نفسها ومقفل عليها في لبنان وسيبيريا.عن كل هذا يتحدث قبطان السفينة السابق بوريس بوروكوشيف .

– لقد وصلت الى السفينة في العام 2013 تقريباً وكنت اعيش في السابق في مدينة اوديسا. احدى الوكالات عرضت عليً العمل كقبطان على متن السفينة “روسوس” وقد عملت عليها قبل ذلك لمدة عام تقريباً، وقد اشتغلت تقريباً لفترة اربعة اشهر على متنها ، لكن كانت ظروف العمل غير مريحة، وهي نفسها اي السفينة ليست جيدة، ولكن لم يكن لدي اي خيار الى اين اذهب؟ وكنت بحاجة الى العمل. السفينة بحد ذاتها صلبة وقوية من اجل الابحار. كان يملكها اخرون، من القبارصة . وها هو ايغور غريشوشكين بدأ بالعمل عندهم، وعند ذلك تركت العمل.

لكن عندما دعوني للعمل من جديد على متن “روسوس”، فكرت : ان هذا جيد سفينة اصحابها روس. التقيت بهم وكل شيء كان جيداً. وجئت الى السفينة وكانت متوقفة في تركيا في منطقة توزلي. نظرت ، فوجدت انه تم تغيير كل الطاقم وهذا ما اثار شكوكي. سألت القبطان “ما العمل؟ فاجاب كل شيء طبيعي”. وتبين ان القبطان حقير لم يقل لي شيئاً بما يخص الطاقم حيث انه لم يتم اعطائهم رواتبهم وانهم تلاشوا بسرعة. ولكن عرفنا فيما بعد انهم قاموا بدعوة النقابة العالمية للصيادين، وقدموا شكوى بسبب عدم تلقيهم رواتبهم منذ اربعة اشهر. لم يقولوا لنا شيئاً ، لا احد من الطاقم اخبرنا بشيء، لكنهم شرحوا سبب تركهم العمل ، حيث طلب منهم الذهاب الى موزمبيق، وهذا بعيد جداً، وهم لا يريدون ذلك. وما يعني موزمبيق بالنسبة لي، كلما كانت المسافة ابعد كلما كان ذلك افضل لانهم سيدفعون لي المال اكثر .

 *ما هي البضاعة او الحمولة التي كان يجب نقلها*؟

– نيترات الامونيا،ملح صخري.اسمدة. انطلقنا من تركيا نحو قبرص، نحو بيرايوس. توقفنا على الرصيف ، واخذنا مؤونة وتم حجز كل ما نحتاجه اثناء الرحلة . وقد كتب غريشوشكين كل ذلك. وعندما حان الوقت لاستلام الحجز: التموين ومواد اخرى وهو نفسه وصل ثم عاد واعاد كل شيء الى اصحاب الحجز بسبب عدم الدفع ، حيث قال انه لا توجد اموال. ومن بيريوس انطلق بنا نحو بيروت واخذ الحموله على ظهر السفينة من اجل الحصول على اموال اكثر ولكنه وجد حمولة غير ممنوع نقلها على متن السفينة. قوارب محمولة . كانت تقنية ثقيلة . . القوارب قديمة وباختصار لقد رفضت ذلك . لكن ضغط عليً وبشكل كبير وقد ارسلت له الصور، لكن كما يقال كأنك تقرع على الطبل . لكن لم نأخذ البضاعة . لقد قال لنا انه يجب ان نذهب الى قبرص ونتوجه الى لارنكا، لكن السلطات اللبنانية القت القبض على السفينة بسبب عدم دفع رسوم الميناء.

لم اكن اعرف عن اي مبلغ يتحدثون وعلاوة على ذلك ان الطاقم قد عرف انه لم يتم الدفع للطاقم القديم للسفينة واعلنوا الاضراب وقالوا انهم لن يذهبوا الى اي مكان من حيث المبدأ كان يجب اقناع الطاقم من اجل التوجه نحو قبرص لكن لم يسمحوا لنا بذلك في بيروت .

بعض افراد الطاقم تمكنوا من الخروج من لبنان لكن انا ومسؤول الميكانيك والميكانيكي الثالث رفضوا ان يطلقوا سراحنا ولم يسمحوا لنا بالذهاب. وقد امضينا هناك حوالي احدى عشر شهراً ولم يدفعا لنا كوبيكاً واحداً وحتى لم يشتروا لنا الطعام. يمكن القول اننا كنا على وشك الجوع وفي وضع مزري لكن كنا نأكل من المرفأ.

في ذلك الوقت اي جنسية كنت تحمل؟

الجنسية الروسية اما في اوكرانيا فقط كنت احمل بطاقة الاقامة( المؤقتة).

 *هل تقدمت بمساعدة من السلطات الروسية ؟* 

كنت اكتب كل شهر للرئيس بوتين واشرح له وضعنا اسوأ من المساجين. السجين يعرف متى سيخرج اما نحن لا نعرف متى يطلقون سراحنا. ام هل سيفعلون ذلك. وكان الجواب ان رسالتكم تم ارسالها الى وزارة الخارجية الروسية وقد قالوا لي في القنصلية : انه هل تريد من بوتين ان يرسل لك الوحدات الخاصة وافتعال الحرب هنا من اجل اطلاق سراحك؟ كان بامكانهم ان يوكلوا اي محام لتقديم الشكوى لكنهم لم يفعلوا ذلك. وبالمحصلة قمنا بتوكيل محام بعد ان قمنا ببيع المحروقات وقام المحامي برفع شكوى ضد السلطات اللبنانية، وبدا انهم لا يملكون الحق في اعتقالنا وحتى ان الاتفاق قد انتهت صلاحيته، ومن خلال المحكمة سمحوا لنا بالسفر.

 *لقد سمعت انه بمجب القوانين اللبناية انه لا يمكن السماح للسفينة بالبقاء بدون مراقبة؟* 

هذا ليس بحسب القانون. فقط انهم رفضوا الدفع لاحد ما من اجل مراقبة السفينة لكن عشنا بقدر ما امكن من الحفاظ على وضعها التقني لم نكن نريد ان نغرق بها.

 *هل كان غريشوشكين على تواصل معكم؟* 

احيانا,لكن ما فعله هو انه دفع لنا بدل الطريق حتى اوديسا عندما سمحوا لنا بالسفر.

لكنه في ذلك الوقت كان يعيش في قبرص؟

نعم إن لديه حق الاقامة . وهو مواطن روسي من خباروفسك، ولا اعرف اذا سافر من هناك .عندما عدنا الى الديار حاولت ان اتقدم بدعوى ضده بسبب انه عندما لا يدفع رب العمل وبحسب القانون الروسي تعتبر جريمة جنائية ولذلك تقدمت بالدعوى في خباروفسك لكنهم لم يقبلوا ذلك وقالوا :يجب ان تقدم الدعوة في مكان الاقامة اي في قبرص لم يكن يريدوا ان يتدخلوا في هذا الامر.

بكم هو مدين لك؟

انا شخصياً بستين الف دولار ومسؤول الميكانيك بخمسين الفاً والميكانيكي الثالث بعرين الفاً والاخر بعشرة الاف دولار. مع العلم اني اعرف انه عندما تم تحميل البضاعة في باتومي تم اعطاؤه مليون دولار وهذا ما قاله لي القبطان السابق.وفجأة انه خلال شهر تم صرف الاموال اي لم يبقى شيئأ.وعلى فكرة انه اذا تم اعطاء السفينة الى بائع جديد فيشتريها ب350 الف دولار، لقد تخلى عنها ورماها ووضع المليون دولار في جيبه

 *من الذين دفعوا المليون دولار ؟* 

الذين حجزوا السفينة من موزمبيق ولكن ما هو لافت هو انني في البداية لم اشعر بالخوف او الاضطراب .بكل الاحوال الحمولة مهمة لاصحابها وهم سوف يطلبونها وهم يبدو انهم دفعوا المال من اجل النقل .

هل تعلم ما حصل بالحمولة فيما بعد؟

حد علمي انهم وضعوها تحت وصاية وزارة المواصلات في مستود وقد علمت ذلك من بعص الاصدقاء البحارة الذين ذهبوا الى بيروت والسفينة في النهاية غرقت من سنتين او ثلاثة . وقد كان هناك فتحة كبيرة حيث كانت المياة تتسرب منها ، واذا لم يكن هناك طاقم لا احد يهتم.

هل تعتقدون انه يوجد امل بالحصول على المال من غريشوشكين؟

حتى لو وضعناة في حفرة وابقيناه هناك فهو لن يدفع وممكن ان يدفع .كما تعرفون اليوم عندي في سوتشي متعهد بناء وقد دفعت له مليون ومائتي الف ثمن شقة، فلا حصلت على الشقة ولا على الاموال وقد تم الحكم عليه ولم استطع الحصول على الاموال ومات في السجن هذا ما حصل .

ماذا تعتقدون فيما حصل في بيروت؟

هم مذنبون.لم يكن هناك من داع لاحتجاز السفينة كان من الواجب التخلص منها بأقصى سرعة كان من الواجب ان يطلقوا سراحنا ونذهب بحال سبيلنا والا يطلبوا منا شيئاً

لقد بدؤا بطلب سلفة المرفأ وهذا ما حصل، وثانياً، هذا النوع من الامونيا كان بامكانهم ان يستعمله في الاراضي، واذا لم يسأل احد او يهتم فأنه غير مهم ولا يملكه احد.

=============

حوار: الكسندر مولتشانوف

سيبيريا- ريلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى