سورية

في الذكرى ال 75 للعلاقات الدبلوماسية السورية_الروسية … ثقافي دمشق يستضيف أول/ أيام الصداقة الروسية العربية في لبنان وسوريا/

غنوة السمرة /مرايا الدولية

احتفالاً بمرور 75 عاماً على العلاقات الدبلوماسية السورية_الروسية استضاف ثقافي دمشق “أبو رمانة” بالتعاون بين وزارة الثقافة وسفارة روسيا الاتحادية أول/أيام الصداقة الروسية العربية في سورية ولبنان/. 

يذكر أن العلاقات الدبلوماسية السورية ـ الروسية أقيمت منذ عام 1944 ومع الوقت ترسخت آواصر الصداقة بين البلدين بشكل ملفت واستثنائي لترتقي إلى مستوى التحالف الاستراتيجي.

بدء الحفل بعزف النشيدين السوري والروسي تلى ذلك كلمة السفير الروسي لدى سوريا، ألكسندر يفيموف قال فيها: “نحن اليوم نحتفل بالذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وروسيا، وخلال كل الفترة السابقة كانت العلاقة بين الشعبين حميمية وعميقة وودية، ومنذ ثماني سنوات تسلل الإرهاب إلى أرض سوريا فهبت روسيا لمساعدتها، وهنا يمكنني تأكيد المثل الذي يقول “الصديق وقت الضيق”، فنحن نعاون سوريا على النطاق العسكري، وإن هذه الفعاليات الثقافية هي رمز على عودة الحياة الطبيعية إلى الأرض السورية”.

وذكر السفير أن فعالية اليوم ليست سوى خطوة أولى في تحقيق سلسلة من المشاريع الثقافية الهامة، من بينها إعادة نشاطات المركز الثقافي الروسي في دمشق.

من ثم تقدم معاون وزير الثقافة توفيق إمام خلال مراسم الحفل بكلمة  أشار فيها إلى علاقات الصداقة التاريخية والتي ارتقت إلى مستوى التحالف الاستراتيجي وازدادت متانة مع وقوف شعب روسيا وقيادتها إلى جانب سورية وشعبها وقيادتها في مواجهة الإرهاب.

بعد ذلك تقدمت عضو مجلس الشغب د.أشواق عباس بكلمات عبرت فيها عن أن العلاقة الروسية السورية أو العكس علاقة استثنائية حيث لا يمكن لأي مواطن سوري في روسيا أو أي مواطن سوري في روسيا إلا أن يحمل حنيناً للعودة أو البقاء.
أضافت عباس أنا سعيدة لهذه الفعالية وأتقدم بجزيل الشكر لوزارة الثقافة على اهتمامها ورعايتها للحفل لكن أتمنى أن يكون الحفل بشكل أوسع وأشمل و أن نشهد أفلام و احتفاليات للنساء و الأطفال في السنة القادمة، نحن نتفهم الصعوبات لكن نتمنى الأفضل لنعكس قوة العلاقة بين البلدين، كما لفتت عباس أنه من المهم جداً أن لا نتعرف فقط على الوجه العسكري لروسيا في سوريا وإنما أيضاً البعد الانساني.

وتخلل الحفل تقديم فيلم وثائقي عن مدينة سانت بطرسبورغ وفيلم آخر شرح الهدف النهائي للمشروع المطروح في تقوية العلاقات السورية الروسية على الصعيد الثقافي و الفني والتعليمي …بعد ذلك افتتح السفير الروسي ومعاون وزير الثقافة  مع عضو مجلس الشعب أشواق عباس معرض صور بعناوين “أجمل دولة”، و”من تاريخ العلاقات الروسية السورية” أرشيف وكالة تاس، وأعمال للمواطنين الروس المقيمين في سوريا وسط حضور روسي سوري متنوع.

من جانبه أكد رئيس المركز الثقافي الروسي العربي في سان بطرسبرغ مسلم شعيتو في تصريح للصحفيين أن المركز أطلق مشروع يشمل أطراً مختلفة منها نشاط طاولة مستديرة لنقاش تعزيز العلاقات الثنائية ومعرض صور يحاكي المراحل التاريخية والجغرافية للبلدين وصولا إلى افتتاح فروع للمتاحف الروسية الافتراضية الإلكترونية في سورية وتبادل الوفود الشبابية والخبرات بين المنظمات للمشاركة في النشاطات الثقافية بينهما.

كما أكدت عضو مجلس الشعب د.أشواق عباس أنه من الأهمية أن يتعرف كلا الشعبين على الجانب الآخر غير السياسي و العسكري وهو تاريخ حافل جداً بين الروس والسوريين ثقافياً واجتماعياً و إنسانياً  وغالباً لايظهر حيث غالباً يطغى البعد السياسي و العسكري، وهذا الاحتفال ليس مساهمة لتطوير العلاقات بين روسيا و سورية فهي أصلاً مهمة ونوعية وكبيرة جداً إنما هي للإضاءة على جوانب أخرى غير مكشوف عنها إعلامياً أي فكرة العلاقات الإنسانية بين البلدين.

ولفتت  د.عباس إلى إحصائية رسمية تقدر عدد السيدات الروسيات المتزوجات من سوريين في سوريا ب 30 ألف سيدة ذلك قبل الحرب. 

كان المركز الثقافي الروسي يقدم لهم الخدمات التي شملت بناء للأسرة والثقافة و الطفولة والمسرح وغيرها لكن عندما بدأت الحرب غاب هذا الشيء لذلك نحن بحاجة لأن نعيده وهذا اللقاء يعد البداية.

 

وعلى هامش المعرض أقيم نشاط طاولة مستديرة جاء فيها:

(صفقة القرن الأمريكية) بين التصريحات والتسريبات عنوان نقاش الطاولة المستديرة الذي عقد في دمشق يوم السبت 23 آذار/مارس 2019، في مقر الأكاديمية السورية الدولية بدمشق، بمشاركة وحضور:

د.أشواق عباس: عضو مجلس الشعب، دكتوراة في العلاقات الدولية وأستاذة العلوم السياسية في جامعة دمشق.
أ. تحسين الحلبي: الكاتب والباحث في الشأن السياسي، والخبير في الشؤون الإسرائيلية.
وإدارة الجلسة للدكتور خالد المصري: عميد كلية العلاقات الدولية في جامعة الشام الخاصة، والأستاذ في العلاقات الدولية.

أبرز ما جاء في النقاش من آراء:
بداية اللقاء تحدث الدكتور خالد المصري:
هذه الصفقة ليست صفقة القرن، بل تجسيد لقرن من الصفقات بين الدول الاستعمارية وبعض الدول الإقليمية. فالإدارات الأمريكية منذ إدارة ترومان حتى إدارة ترامب لديها مشاريع تجاه فلسطين، وإدارة ترامب هي مكمّلة في دورها للإدارات السابقة، وعندما يكون توازن القوى ميالاً لصالح الغرب تكون المشاريع أقوى وأقسى على المنطقة.
الصفقة الآن تأتي نتاجاً لبيئة إقليمية ودولية مختلفة عن الفترات السابقة حسب رأي الإدارة الأمريكية، فالضعف بدأ في المنطقة منذ اتفاق كامب ديفيد، مروراً باحتلال العراق العام 2003، وصولاً إلى الفوضى في المنطقة بعد العام 2011، كل هذه الأمور تعطي الولايات المتحدة وإسرائيل حرية تنفيذ مخططاتهم.
إلا أنّ الإرادة الشعبية حسب رأي الدكتور خالد من إرادة الشعب الفلسطيني وكذلك الشعب العربي السوري ستكون أقوى وأكثر تجذّراً من توازنات القوى الدولية، فالشعب الفلسطيني الذي يحمل مفتاحه بيده منذ العام ،1948 وكذلك العمليات المستمرة المشابهة لعملية الشاب الفلسطيني عمر أبو ليلي وصمود الشعب السوري على مدار 8 سنوات هي الفيصل.

الأستاذ تحسين الحلبي قال:
قبل ظهور ما يصطلح عليه اليوم بصفقة القرن نوه إيهود أولمرت في 2006 أثناء لقائه بالرئيس الفلسطيني وبحضور وزيرة الخارجية آنذاك ليفني سنتوصل إلى صفقة مع الفلسطينيين استخدم فيها كلمة (صفقة القرن).
كذلك وبالعودة إلى التاريخ نستذكر أنّ آرييل بولشتاين قد تحدث عن ضرورة تحقيق يهودية الدولة وكانت هذه الصفقة أو هذه الخطة قائمة على جوهر استبدال أراضي وسكان فلسطين التاريخية من مكان إلى آخر، وما نريد قوله أن لا شيء يأتي من فراغ وتصريحات ترامب ونتنياهو اليوم حول صفقة القرن وبنودها والتسريبات التي وصلت عنها ما هي إلا استكمال لمخططات صهيونية أمريكية رسمت سابقاً.
يحاولون تنفيذها من خلال أموال قد تكون عربية وسياسات كذلك قد تكون وللأسف من بعض الأطراف العربية، لا سيما أن الوضع في المنطقة العربية تشوبه التوترات والأزمات.

الدكتورة أشواق عباس قالت: أنا أتفق مع ما تفضل فيه الأستاذ تحسين الحلبي، بأنَّ الموضوع ليس وليد اللحظة إنما هو سياسة معدّة منذ وقت طويل وكانت تنتظر التنفيذ، وهي تصب في مصلحة أمريكا قبل الكيان الصهيوني.
وهذا كلّه بناءً على إرادة ما أستطيع أن أطلق عليه الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية وهنا أحب أن أنوه أن ما يشاع حول جنون ترامب ما هو إلا أداة لتمرير سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الفترة إن ما حصل ويحصل في الدولة السورية ما هو إلا جزء من هذه الصفقة والتي يراد منها الضغط على سوريا لقبولها بدليل تصريحات ترامب منذ يومين عن اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري.

 

ويهدف مشروع “أيام الصداقة الروسية العربية – لبنان وسوريا”، الذي أطلقته إدارة “المركز الثقافي الروسي العربي” في مدينة سان بطرسبورغ، إلى تعزيز صورة روسيا في منطقة الشرق الأوسط ونشر اللّغة الروسية والتعريف بالتقاليد والثقافة الروسية ووضعها الجغرافي وحياتها المعاصرة. ويقتضي المشروع تنظيم حفلات لفرق الرقص الشعبي، ومعرض للصور وعرض أفلام وثائقية دعائية للتعريف بطبيعة روسيا ومدنها وثقافتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى