سورية

في يوم الأسير الفلسطيني.. لقاء تضامني مع الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي

أريج الحارس _مرايا الدولية

يُزْرَع فكر الأسرى في الأرض مكان اعتقالهم، فتنبت إما شهيداً أو أسيراً جديداً…

هذا هو حال طريق الحرية التي يسلكها الفلسطينيون منذ أن وطأت أقدام المحتلين عتبات فلسطين، ولأجلها، ذاق مرارة الاعتقال في سجون الاحتلال أكثر من مليون فلسطيني، وما يزال بالقيد نحو ٥٧٠٠ أسير وأسيرة، بينهم ٢٥٠ طفلاً قيد السجن الفعلي، و٣٦ طفلاً آخراً قيد الحبس المنزلي..

ولأن نساء فلسطين جنباً إلى جنب مع رجالها، ضحت ٤٧ وردة بحياتها لتقبع العديد منهن رغم جروحهن في أقبية سجون المحتل.

وفي سياسة الإهمال الطبي المتعمد، وصل عدد الأسرى المرضى نحو ٧٠٠ أسير، بينهم ٣٠ أسيراً مريضاً بالسرطان، وآخرين يحتاجون لعمليات طارئة لكنهم لا يتلقون سوى المسكنات.

قتل متعمد وتصفية مباشرة وإعدام ميداني، ومع اعتقاد الاحتلال أنه سيكسرهم بهذه الأفعال وبالعقوبات الجماعية والتصفيات غير الإنسانية، إلا أن عام ٢٠١٩ شهد انتصاراً جديداً في مطلعه، انتزع به الأسرى مطالبهم وحقوقهم بصمود أمعائهم الخاوية والتي طالما كانت سلاحاً فاعلاً لهم.

وكل تلك الأرقام والمعلومات لا تصف التفاصيل المعاشة حقاً في السجون، ففي التفاصيل شبه حياة أو موت روح، وصمود وفخر يوازي عهد الشعب ووعده المتجدد في كل يوم لإكمال المسير حتى الحرية والنصر والاستقلال الأكيد.

وبمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، نظمت لجنة الدفاع عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية في سوريا ، أمس، لقاءً تضامنياً مع الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بمقر جمعية خريجي المعاهد التجارية بدمشق.

وحضر اللقاء عدد من قادة وممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية بدمشق والأحزاب الوطنية السورية.

وعبر المشاركون في اللقاء عن دعمهم ووقوفهم مع الأسرى الصامدين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، داعين إلى نقل ملف الأسرى للمؤسسات الحقوقية والمحافل الدولية بما فيها الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة، ولا سيما الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، لتعرية السياسات العدوانية التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ووضع حد لممارساتها بحق الأسرى الفلسطينيين والعمل الجاد للإفراج عنهم.

واعتبر الأسرى أن ذكرى يوم الأسير الفلسطيني تأتي هذا العام بـ”لون ومعنى آخر” بالتزامن مع “تحقيق انتصار كبير للأسرى على السجان من خلال تحقيق التواصل مع العالم الخارجي”.

وقال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد في كلمته: هناك مخاطر حقيقية على قضيتنا الفلسطينية من خلال (صفقة القرن) التي تحاول الولايات المتحدة تمريرها، وهذا يتطلب وحدة الموقف الوطني الفلسطيني موجها التحية لسوريا وللأسرى داخل معتقلات الاحتلال.

الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية فرع سوريا، أكد دعم سوريا للشعب الفلسطيني في مقاومته الاحتلال الإسرائيلي، مبيناً أن العدو الإسرائيلي يحاول محو كل أثر لعروبة فلسطين وقدسيتها ويتبع سياسة ممنهجة في هذا الاتجاه قائمة على التهويد والطرد وتغيير ملامح فلسطين الثقافية والديموغرافية.

بدوره وجه محمود بكار عضو المكتب السياسي للحزب القومي السوري الاجتماعي التحية لأسرى فلسطين وأسرى الجولان في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وقال: “هؤلاء يعلموننا كل يوم معنى البطولة ويجسدون وقفات العز في زنازين الاحتلال”.

وفي تصريح خاص لمرايا الدولية، قال الأستاذ أحمد أبو السعود/ أسير محرر : ” هذه الوقفة عبارة عن إحياء ليوم الأسير الفلسطيني، وتأكيد على أن الشعب الفلسطيني والأمة العربية، يقفون إلى جانب الأسرى ويحيون يوم الأسير، وهو يوماً تاريخياً وكفاحياً، ونؤكد من خلال هذه الوقفة الوفاء للأسرى وعلى أننا ملتزمون بقضيتهم حتى تحريرهم إن شاء الله”.

بدوره، قال الأستاذ إسماعيل صالح أبو مجاهد/ مسؤول لجنة الأسرى الفلسطينيين المحررين: “هذا اللقاء تضامني مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال في يوم الأسير الفلسطيني، عادة الشعب الفلسطيني يحيي هذه المناسبة في المخيمات الفلسطينية وهي في الأرض المحتلة، ونبارك للأسرى الانتصار الكبير الذي حققوه على السجان في معركة الأمعاء الخاوية”.

ويحيي الفلسطينيون في السابع عشر من نيسان يوم الأسير الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني في عام 1974 يوماً وطنياً للوفاء للأسرى القابعين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي وتضحياتهم، والذين يتعرضون يومياً لانتهاكات جسيمة من تعذيب وإهمال طبي وعزل انفرادي ومنع ذويهم من زيارتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى