سوريةمحليات

انطلاق أعمال مؤتمر الثقافة الأول في سوريا “إعادة إعمار الإنسان السوري”

غنوة السمرة|مرايا الدولية

تعرضنا لأضرار كبيرة وخسائر جسيمة في الشجر والحجر والبشر وإذا كان من الممكن إعادة إعمار ما تخرب وتهدم من أبنية وممتلكات ضمن فترة قصيرة نسبياً فإن إعادة بناء ما تخرب في النفوس والأرواح يحتاج إلى زمن أطول بكثير زمن لايقاس بالسنوات والعقود فحسب،وإنما أيضاً بالجهود التي سنبذبها من أجل تحقيق هذه الغاية، بهذه الكلمات انطلقت اليوم أعمال مؤتمر الثقافة السوري وسيستمر يومي 17 و 18 / 12 / 2018 في قاعة مكتبة الأسد الوطنية بدمشق برعاية من السيد المهندس عماد خميس تحت شعار الهوية .. القيم .. الإنسان وهو مؤتمر دوري هدفه جمع كبار الباحثين والمفكرين من أجل دراسة أهم القضايا الثقافية المعاصرة.

استهل المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الوطن من ثم عُزف النشيد العربي السوري عقب ذلك بدء كلمات المشاركين

وقد انقسم المؤتمر في يومه الأول إلى جلستين ترأس الأولى الأستاذ حسن م.يوسف وكانت حول <العقلانية ومجابهة الفكر الغيبي والفكر التكفيري وإعادة قراءة التراث الفكري والأدبي من منظور عصري وعلمي> شارك فيها الأستاذ نبيل نوفل، والدكتور نزار بريك هنيدي، إضافة إلى الاستاذ مالك صقور

أما الجلسة الثانية فقد ترأسها الأستاذ مالك صقور وكانت حول < الثقافة وتحديات العصر الرقي ووسائل اتصاله وسبل مواجهة الضخ الإعلامي المضلل> شارك فيها الأستاذ هامس زريق والأستاذ قاسم الشاغوري إضافة للأستاذ  حسن م.يوسف

أوضح وزير الثقافة محمد الأحمد في مستهل المؤتمر أنه مجرد خطوة أولى ستتحول باتجاه هدف أعلى يسعى لإقامة مجتمع المعرفة المحصن ضد الأفكار المتطرفة.

وأضاف الأحمد: “خاضت بلدنا حرباً شرسة فرضت علينا من أعداء الخارج وها هي السنة الثامنة من هذه الحرب تشرف على نهايتها متوجة بانتصارنا على كل من خطط وما خطط لضرب استقلالنا ووحدة أرضنا وإرثنا الحضاري الموغل في التاريخ”.

وفي تصريح وزير الثقافة للوسائل الإعلامية قال بدايةً مؤتمر الثقافة يقام للمرة الأولى في سوريا كلنا نعلم بأن بلادنا تعرضت في السنوات الثماني الأخيرة لحرب شرسة استهدفت حضارتها وتاريخها وارثها المجيد، ونحن اذ ننحني إجلالا لتضحيات شعبنا الأبي وبطولات جيشنا الباسل ودماء شهدائنا، فمطلوب منا أن نتأمل في الظروف التي قادت إلى هذه الحرب الشرسة وأن نستخلص العبر، نحن كأدباء ومثقفين وفنانين وباحثين يجب أن يكون لدينا مخرجات، هذه المخرجات ستعمل على تحصين الوطن والشعب من أي هجمة محتملة في المستقبل، كلنا نعلم أننا نمتلك هذا الإرث المجيد وهذه الحضارة الممتدة في التاريخ، لذلك نحن أمة مستهدفة ولا بد من أن نعقد مثل هذه المؤتمرات بوحود هؤلاء الباحثين لمناقشات كل ما تأتى عن هذه الأزمة من رؤى وبحوث وتحليلات ، ستكون كما قلت لكم مخرجات لتحصيننا في المستقبل .
حقيقةً مؤتمر الثقافة اليوم يبدأ بخطوة لكن آمل في السنوات القادمة بأنه سيمشي على طريق واسعة شاملة، لكن البداية دائما تكون بمثابة التجربة ، هذا المؤتمر تحاول وزارة الثقافة ان تصل الى هذه المخرجات التي أشرت عليها وان نرى ما هو إيجابي لنعززه في الأيام القادمة وما هو سلبي لنتخلى عنه ، لكن الهدف الأساسي والمرجو من هذا المؤتمر أن يناقش واقع الإنسان السوري ، نحن نعلم أن هذه الحرب أوشكت على الإنتهاء ، هناك دمار في الحجر والشجر والبشر يعني نحن نعلم أن بناء الأبنية لا يأخذ زمناً لكن بناء الإنسان يحتاج إلى زمن وهذا ما تعمل عليه الحكومة السورية هذه الآونة وبالذات وزارة الثقافة وأنا هنا أسجل إمتناني لرعاية السيد رئيس مجلس الوزراء واهتمامه الشخصي بهذا المؤتمر وبالمخرجات التي سنعمل على طباعتها في مؤلف فور إنتهاء هذا المؤتمر ، وحقيقةً الشكر في البداية والنهاية للسيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد الذي يواكب عملنا الثقافي بكل معطياته وشجونه بدأبٍ دائم فنحن مرة أخرى نرحب بكم في أعمال هذا المؤتمر الثقافي وبكل ما سيتمخض عنه من نتائج تفيد المواطن السوري والمجتمع بشكل عام .

وختم وزير السياحة بقوله نحن لا نرغب أن نؤثر، نحن نرغب بمخرجات، التأثير هو من جهات أخرى يعني مجمل وزارات ( الثقافة ، الأوقاف ، التعليم والتربية ) المشروع التأثيري هو مجمل وزارات تعمل عليه لكن برنامج وزارة القاقة اليوم هو أن نخرج بمخرجات لأن الأزمة أوشكت على الإنتهاء ، حياتنا عادتةإلى طبيعتها ويعقد المؤتمر بشكل مترافق مع إنتصارات الجيش العربي السوري وحقيقةً كل الهدف الأول والأخير أن نأتي بهذه المخرجات التي تعمل على بناء الإنسان السوري ثقافيا وروحياُ ومجتمعياً .

من جانبه قال الكاتب حسن م .يوسف ل”مجلة مرايا الدولية” إن هذا المؤتمر يأتي ونحن نطل على أفق جديد هو أفق ما بعد الحرب الفاشية التي شنتها فاشية العالم بالتعاون مع الفاشيين المحليين على الدولة السورية، وهو محاولة لإستشراف آفاق المستقبل من خلال دراسة أخطاء الماضي.

وأضاف الثقافة لا تؤثر بشكل مباشر فهي لاتقطع التفاحة كما السكين ولكنها تؤثر بشكل مديد وطويل، الثقافة كما الماء يجري ويترك تأثيره ببطء شديد ونحن نحاول أن نتلمس آفاق المستقبل من خلال المداخلة التي تقدم بها مجموعة من خيرة الباحثين السوريين، حوالي أربع جلسات وفي كل جلسة ثلاثة، أي إثني عشر باحثاً حول إثني عشر موضوعاً من آفاق الثقافة السورية ما بعد الحرب الفاشية، أعتقد أنه بداية ونهاية، بداية لأفق جديد في قراءة الثقافة ونهاية للحرب الفاشية على سوريا.

وفي تصريح خاص أكد الدكتور نزار بريك هنيدي وهو شاعر وكاتب وطبيب سوري “أحد المحاضرين في المؤتمر خلال الجلسة الأولى منه” أن أي نشاط ثقافي يدلل بشكل مباشر على تعافي الحياة العامة في سوريا معتبراً النشاط الثقافي نشاط ضروري من أجل إعادة بناء الإنسان إعادة بناء الحياة الفكرية و الثقافية بشكل عام.

مضيفاً أن تركت الحرب ندوباً فكرية كثيرة على مختلف فعاليات المجتمع معتبراً أن المعركة في الأصل معركة فكرية وثقافية قبل أن تكون معركة عسكرية ولهذا السبب أكد هنيدي أنه لا بد من إعادة ترميم ما تصدع من ثقافة ومن أهواء وميول قطاعات واسعة من الجماهير العربية وإعادة صياغة فهمها العقلاني للتراث وللأفكار التي تم استخدامها خلال الحرب من أجل السيطرة على سوريا موصياً بإعادة القراءة العقلانية لكل ما تم خلال السنوات الماضية

حضر الافتتاح وزير الصحة الدكتور نزار يازجي وعدد من أعضاء مجلس الشعب والسفراء المعتمدين بدمشق واعضاء السلك الدبلوماسي وحشد من الباحثين والمفكرين.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى