مقابلات خاصة

الأمين العام لمنظمة بدر والقيادي في الحشد الشعبي في العراق «هادي العامري» لمجلة مرايا الدولية: • الحشد الشعبي أعاد الثقة للجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب الذين باتوا يحققون انتصارات كبيرة • انتشـار الإرهاب هو بسـبب العملاء البعثيين أعداء العراق

هو المقاوم التوأم لجنرال الظل الحاج قاسم سليماني… هو القائد المتواجد دوماً في ساحات المعارك يسطّر فيها بطولات الحشد الشعبي… القائد الذي حارت فيه العقول الإستخبارتية حتى أضحى «الرقم الصعب»…
الأمين العام لمنظمة بدر الجهادية والقيادي في الحشد الشعبي العراقي الحاج «هادي العامري» في حوار خاص مع مجلة مرايا الدولية حول تشكيل الحشد الشعبي وإنجازاته ودوره…
بداية كيف تشكلت فكرة الحشد الشعبي؟

إذا أردنا الحديث عن فكرة تكوين الحشد الشعبي لابدّ لنا من الحديث عن الظروف التي مر بها العراق، انطلق العراق بداية عام 2013 بمجموعة من الأحداث السياسية التي كنا نتوقع أنها ستتمخض عن بعض الولادات غير الطبيعية في العراق، ومنها الاعتصامات الجماعية التي أقيمت في مناطق السنة «الأنبار نينوى صلاح الدين كركوك» وأهمها التي حصلت في الأنبار وامتدت لمدن أخرى وصولاً إلى سامراء.

كنا نعتقد أن وراء هذه الحركة أهداف سياسية تبدأ بالاعتصامات لتصبح عمليات عسكرية مقاتلة للدولة حيث وصلتنا معلومات مؤكدة من إخواننا السنة في الرمادي أنه سينطلق من هذه الأصوات مجموعات مسلحة لإسقاط الدولة وطلب ضرورة الإسراع في إنهائها.

فكان لابدّ من هذه الحركة لفضّ أهم ساحة اعتصام في الرمادي، حيث أنه هناك صراع في المكون السني بين اتجاهين: اتجاه مع وحدة العراق أرضاً وشعباً وحفظ السيادة الوطنية وكرامة العراق، نعم هم يطالبون بالإنصاف وعدم التهميش، ومكون آخر دخل في المشاريع الإقليمية يسعى إلى تقسيم العراق وتشكيل إقليم متعددة، والدليل على أنها كانت غطاء لأعمال أخرى، بعد فضها ظهرت حركة سريعة لداعش في سورية والعراق ووصلوا إلى الفلوجة قبل بداية 2014.

بدأت الحكومة العراقية بعمل جاد لإخراج داعش لكن الدعم العسكري والإمدادات استمرت عبر الصحراء وسورية والجهود الكبرى التي بذلت استنفذت قوى الجيش العراقي.

وبدأت بعض الفصائل وبطلب من دولة رئيس الوزراء المشاركة في الدفاع عن الرمادي ومحيط بغداد لأنه كان تهديداً حقيقياً لبغداد بعد وصولهم للفلوجة.

وفوجئنا بتخطيط داعش مع بعض السياسيين والعمل على دخول سامراء واستطعنا إفشاله، لكن مجموعة العوامل التي ادت لذلك حزب البعث الذي كان وسيبقى العدو اللدود للعراقيين والتغيير الذي حصل في العراق، والاعتصامات الطائفية التي تتحدث أن الجيش محتل، وهذا أضعف دور الأجهزة الأمنية ومهد لصعود داعش.

هذا الصراع بين الحكومة المحلية في الموصل والحكومة الاتحادية، حيث ذكر أحد النواب السنة أنه «إذا لم يحسم الصراع بين محافظ نينوى والقوى الاتحادية فإنّ الموصل ستسقط بيد الأعداء» وسقطت، العامل الأساسي برأيي هو الفساد المالي والإداري المستشري في المؤسسة العسكرية والتي هي على عكس مهامها لحماية الشعب.

أدى سقوط الموصل لانهيار المؤسسة العسكرية والأمنية بشكل كامل، حيث شكل صدمة نفسية كبيرة للجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب، وبالرغم من ذلك انطلق الشباب من أجل الدفاع عن العراق ووحدة أراضيه، من هنا انطلقت فتوى الإمام السيستاني لإيقاف تقدم داعش بشكل سريع باتجاه المدن الأخرى، حيث وصل التهديد لكربلاء وبغداد، وإذا سقطوا سقط كل شيء، انطلقت الفتوى التي ضمت آلاف شباب العراق والتي شكلت صورة مكون الشعب العراقي كافة.

ما هي المكونات التي انطلق منها الشباب العراقي؟

كل المكونات ساهمت في تكوين الحشد الشعبي، والشباب الشيعي قد يكون أكثر من غيره نتيجة الظروف التي عاشها الإخوان السنة بسبب نزوح أغلبهم وظروفهم الصعبة، وبداية تحدث الإعلام المعادي للعراق ووحدته عن ثورة سنية عربية أصيلة ضد الاستبداد والطغيان التي قامت به حكومة المالكي، فهنا وصلنا إلى ضرورة تبنّي تشكيل المقاومة الشعبية في العراق وسيادته من أجل الدفاع عن العراق وسيادته،

شكلنا أفواج مقاومة وكان للشباب المتطوعين أثر كبير فقسم اندفع للحشد وقسم للجيش حيث استطعنا أن نستثمرهم الاستثمار الأمثل في فصائل المقاومة لذلك اليوم، الحشد الموجود ليس الذي ذهب مع الجيش وتدريجياً شكلنا هيئة الحشد من قبل رئيس الوزراء، وبعد عملية تكريت سقطت الرمادي وحققت داعش النصر مرة أخرى وحاولت أن تتمدد فجزأنا المهام بين فتح الطريق للمحاصرين في مصفى بيجي وقوة مهامها عدم السماح لداعش للوصول إلى مشروع ذراع دجلة شمال بغداد، ولم نشارك في عملية الرمادي لأنها كانت بيد الأمريكان.

من أهم أعمال الحشد تقديم الثقة للجيش ونفتخر بجيشنا اليوم وعملنا كفريق متكامل، فالجيش اليوم يقاتل لوحده ويحقق الانتصارات ورغم كل مخططات الأعداء لإثارة الخلافات بين الجيش والحشد استطعنا تشكيل فريق عمل ووحدة حقيقية كان هو سر الانتصار.

واستطعنا كحشد غير مهمتنا القتالية وتحقيق الانتصارات أن نشكل منظومة مقر عام في كل الاختصاصات منها الخدمات الطبية التي تتقدم كل مجموعة أمنية بالتعاون مع وزارة الصحة، الهندسة العسكرية المتقدمة التي استطعنا حماية أنفسنا من السيارات المفخخة سلاح الإرهابيين القوي، والمؤسسة العسكرية الضخمة التي سنستخدمها بعد المعركة في إعمار العراق، ومنظومة الاتصالات عصب المعركة، بالإضافة للمنظومة الاستخبارية.

وهنا نؤكد دور إيران التي مدت يد العون إلينا في وقت تخلت عنا باقي الدول ووقفت أمريكا بدور المتفرج على جرائم داعش في العراق، فإيران لم تقدم السلاح والدعم مباشرة لنا إنما للحكومة العراقية ثم للهيئة كاعتبارها مؤسسة من مؤسسات الدولة.

هل تعاون حزب الله معكم في عملية الدفاع؟

حزب الله شارك كمستشار ولم يشارك كقوة في الأرض، وإيران أيضاً لم تشارك بمقاتل واحد إنما أرسلوا مستشارين عمليين يتواجدون معنا في خطوط المتقدمة ويقدمون النصيحة، وصلوا إلى 150 مستشاراً فقط وبالرغم من قلتهم استفدنا من استشاراتهم.

كيف سمحتم للأمريكان أن يتوجدوا في عمليات وانتم تعتبرون ان داعش صنع أمريكا فكيف يحاربون ذلك؟

نحن أمام حاجة ماسة حقيقة للإسناد الجوي للحكومة العراقية، عرضوا أنهم مستعدون كتحالف جوي لتقديم السند ورأت الحكومة انه ليس من الحكمة أو العقل أن نرفض ذلك، لعدم حيازة العراق أي طائرة مقاتلة تساعده في القتال والتصدي جواً.

ماذا بعد تحرير الأرض العراقية من داعش، هل أنتم مستعدون لمساعدة سورية ضد الإرهاب؟

مستقبل الحشد: أنا اعتقد أن التحديات التي جعلتنا ننظر لتشكيله أنه لو استطاعت الأجهزة الأمنية العراقية الدفاع لوحدها عن العراق لما دخل الإرهاب وتشكل الحشد.

بالإضافة للمؤامرات التي تحاك وما حصل في تركيا موخراً بدعم من ضباط المخابرات لدول الجوار من الخليج وتركيا دليل على أن التآمر مستمر والتحديات مستمرة، وداعش ليس بالأمر السهل، فبعد عمليات تحرير الفلوجة أدليت بتصريح في أحد المؤتمرات «نحن انتصرنا على داعش عسكرياً وقهرناه لكن أمامنا معركة لا تقل أهمية عن العسكرية، هي معركة الفكر واستئصال الفكر الإرهابي وتجفيف منابعه أي أموال الإرهاب وضرورة تجفيف أفكار الإرهاب».

من أين تنبع أفكار الإرهابيين برأيكم؟

منابع الإرهاب موجودة بالفكر الإرهابي المتمثل في السعودية وكل أنحاء العالم، ذكرت مرة للسفير البريطاني أن بعض المساجد الوهابية لديكم هي مدارس لتخريج الإرهابيين التي لا تقل خطورة عن المدارس الإرهابية في السعودية.

لن نذهب إلى سورية إلا بعد تحرير العراق، في حال طلبت منا الحكومة السورية سنلبي الطلب، حيث إنه لا يستقر العراق إلا باستقرار سورية والمنطقة، وسنبذل كل الجهد لمساعدة دول الجوار لتجربتنا وخبرتنا الواسعة في مجال صد الإرهاب، فالمنظومة العراقية أصبح لديها القدرة على محاربة داعش أكثر من جيوش العالم كلها والدليل ما تعثرت به تركيا في معركة «الباب».

دور الجنرال قاسم سليماني في محاربة الإرهاب على الأرض، وما هي علاقته بالسيد العامري التي تصدرت كل المواقع الإلكترونية؟

السيد قاسم سليماني هو مستشار للحكومة العراقية على الأرض باتفاق معها، وهذا لا يبرر الكلام بأن إيران تفرض نفسها على الحكومة سواء في زمن المالكي أو العبادي، حيث انه أدلى رئيس الوزراء العبادي القائد العام للقوات المسلحة في مؤتمر ميونخ «قاسم سليماني متواجد على الأرض العراقية بتوافق مع الحكومة كمستشارين إيرانيين يقدمون العون والمساعدة للأجهزة الأمنية العراقية».

هناك ازدواجية للمعايير بالنقد حيث أنهم لم يعترضوا على وجود 6000 مستشار أمريكي في العراق والإرهابيين متعددي الجنسية، والكثير من الأمريكان، كلهم لا يعادلون خبرة سليماني الفائقة.

الحاج قاسم سليماني يعرض نفسه للخطر أكثر من العراقيين أنفسهم، فهو يتواجد في الخط الاول في المعارك، ومستعد أن يضحي بنفسه لحفظ قيادة العراق ومخلص ومندفع لتحرير العراق.

عبر مجلة مرايا الدولية، ما هي رسالتكم للعراقيين؟

الشكر والتقدير والامتنان أولاً للمرجعية، لأنه كل ما حصل من توحد ونصر بفضلها، وأيضاً للشعب العراقي الأبي العزيز الذي قدم نفسه دفاعاً وفداء للمرجعية والعراق

حاوره: رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى