مقابلات خاصة

الوكيل الإداري والمالي لديوان الوقف الشيعي في العراق سماحة الشيخ سامي المسعودي لمجلة مرايا الدولية: • داعش أرادت بناء الخلافة لتبرر قيام الكيان الصهيوني • الحشد الشعبي هو انتفاضة جماهيرية عراقية تلبية لنداء المرجعية

ساهم في استرجاع الوديعة الكاظمية المقدسة… مجاهد في أرض الميدان يحمل بندقيته دفاعاً عن المقدسات.. وكل شبر من العراق مقدّس… الوكيل الاداري والمالي لديوان الوقف الشيعي في العراق سماحة الشيخ «سامي المسعودي» في حوار خاص مع مجلة مرايا الدولية…

بداية ما هو توصيفكم لهذه العاصفة التكفيرية الإرهابية التي تعصف بالعراق، ولماذا أرادوا مذهبة هذه الحرب؟

في الواقع أول ما دخلت الحرب في طورها منذ مطلع 2014 في مدينة الموصل كنا نعلم أن هناك بوادر لهذه الحرب في الموصل، ولكن لم نكن نتوقع أن هذا الاجتياح سيكون عبر محافظة أو أكثر، وفوجئنا أنه كان هناك تسهيلات لهذا التنظيم الإرهابي من قبل بعض المتطرفين والذين لا يريدون ديمقراطية العراق أو أن تحكمه صناديق الاقتراع بل يريدون حكم السلطة الخلافة وحكم القوة واللون الواحد للعراق.

أرادوها ان تكون مذهبية باعتبار تنظيم داعش ليس تنظيماً جديداً بل هو حركات منشقة من قبل تنظيم القاعدة حيث اختلفوا بعد مقتل أسامة بن لادن من هو الخليفة.. طبعاً هناك الظواهرية تتبع «أيمن الظواهري» والزرقاوين تتبع «أبو مصعب الزرقاوي»، حيث انشقت حركات موالية بعد مقتل الزرقاوي ومنهم «أبو بكر البغدادي» من مدينة سامراء، وأعطت القيادات والزعامات الخلافة لأبي بكر البغدادي وأحدثوا كيان الدولة الإسلامية في الشام والعراق بليلة وضحاها، وأصبح البغدادي زعيماً متمكناً سواء بالمال أو الدعم الدولي والإقليمي، أو السلاح والمعسكرات، وهذه كانت مفاجئة لأن أي تأسيس سيبدأ ضعيفاً وينتهي ضعيفاً، لكن الأمر مختلف هنا، فداعش بدأت قوية وعملت على اجتياح جبهة النصرة والفصائل المتطرفة وكل الأطراف الأخرى فكانت الصدارة لداعش في الشام والعراق.

لماذا اتخذوا طابع الدولة الإسلامية في الشام والعراق، لماذا أرادوها أن تكون إسلامية؟ هل هناك هدف لتشويه الإسلام الذي يعتبر العراق أحد أهم أركان هذه الحضارة؟

هذا التنظيم له غاية وأهداف من قبل الراعيين له والقائمين والداعمين له، وهذا من أجل ربيع الدولة المنشودة في المستقبل وتأسيسها في هذه البقعة وحصرا بقعة بلاد الشام من أجل تكوين هذه الدولة: الخلافة لتوفّر الأمان لما يسمى بالدولة اليهودية الصهيونية، لأن لبنان وسورية والعراق المثلث الخطر الذي يهدد إسرائيل التي عاشت في السنوات الخمسة المنصرمة في ربيع لانشغال هذا المثلث في الحرب الاستنزافية، ونسي العدو الحقيقي الذي هو الكيان الصهيوني حيث أرادوا قطع الطريق إليهم بحرب واهية وهي حرب داعش.

وأطلقوا عليها «إسلامية» لحماية الكيان الصهيوني وليثبتوا للعالم أن الإسلام إرهاب ودين تطرف، وهذا ما نشاهده من ترامب والدول الأخرى، وفي حال المقارنة إن أمريكا والدول الأوربية من أعظم الدول مخباراتياً فكيف لها أن تجعل بعض الأماكن المتطرفة في دولها وذلك لوجود جوازات أوروبية لمسلحي داعش الذين تربوا وعاشوا في أحضانهم، وكيف سمحوا للفكر المتطرف فيها، أرادوا أن يربحوا قضية القتال ما بين المسلمين بالإسلام المزيف المستورد.

العراق أرض الحضارات العربية والإسلامية، كيف تقيّمون إقبال العالم الإسلامي لزيارة المقدسات الإسلامية، وكيف قدم المجتمع العراقي بمختلف أطيافه نفسه لهذه الجموع؟

بعد زوال نظام صدام حسين البعثي القمعي انفتح العراق على العالم وانفتحت الطوائف على بعضها البعض، حيث كان قرار سجن لمدة 6 أشهر لمن يزور المقدسات أو العتبات بحكم صدام، والعراق لا تستفيد مالياً من هذه الزيارات بالرغم من أن دول العالم أجمع تستفيد من الاستثمارات السياحية الدينية والتجمعات الوافدة مالياً واقتصادياً.

العراق لا يستفيد مالياً او اقتصادياً من زوار العتبات الحسينية، فخلال زيارة العشرين يوم من 1 صفر إلى 20 منه لا يصرف الزائر سنتاً واحداً لأن الشعب يقدم وجبات الطعام يومياً من مدينة البصرة التي تبعد عن النجف 450 كم ومن بغداد وكركوك إلى كربلاء حيث دخل العام الماضي مليوني ونصف زائراً مجاناً، بالإضافة إلى أن الحكومة تقدم تسهيلات لوجستية.

ألا يجب أن يكون هناك استثمار حقيقي من الدولة لذلك؟

الدولة تريد الاستثمار وتشجع عليه، لكن إرادة الجماهير اقوى بكثير بمختلف أطيافه، حيث أن الذين يقدمون الطعام هم من فقراء الناس، لكن كرم الشعب مزروع في نفوسنا بالإضافة لأن الوقف الشيعي يقدم الكثير ويصرف من ميزانيتيه، وليس الشيعة فقط، وأقدم شكري للأخوة المسيحيين لأنه كان مولد سيدنا المسيح قريب من العاشر من محرم لكنهم لم يحتفوا حباً واحتراماً للإمام حسين (ع).

كيف تقيمون اقبال الزوار العتبات في ظل هذه الظروف؟

جيد جداً وخصوصاً ان الزائر العراقي والإيراني هم من أكثر الزوار عناداً بالرغم من التفجيرات التي حصلت، الوضع آمن في سامراء وخاصة بعد تحريرها ويوجد إقبال كبير من كافة الدول حيث هناك حملات من لبنان والبحرين وقطر والقطيف والأحساء من السعودية بعد تحسن العلاقات.

العراق شهد صراعات وحروب متعاقبة، لعل ما تمر به العراق اليوم واحدة من أقسى المشاهد؟ كيف استطعتم حماية المقدسات الدينية ولاسيما العتبات من الإرهاب التكفيري الذي حاول جاهداً الوصول إليها، ومن شارككم من غير الشيعة في حماية المقدسات؟

الحشد الشعبي وضع لقتاله أولويات من ضمنها المقدسات الكريمة، ومفهوم المقدسات ليس مقتصراً على العتبات والأبنية والمقامات لأنه في عقيدتنا الإثنا عشرية للمقدسات مفهوم واسع، وبالتالي نستوحي ذلك من معالم مدرسة أهل البيت ومن الفتوى المرجعية العامة لتحرير الإنسان لأن الله سبحانه وتعالى كرم بني البشر، وباشرنا من مدينة سامراء لوجود المقدسات فيها، حيث راهن البعض أن الحشد الشعبي حشد شيعي سيتوقف عند سامراء لوجود العتبات فيها، ولكن الحشد الشعبي وفصائل المقاومة عرضوا خدماتهم ليمتدوا لآخر شبر في العراق بعد تحرير سامراء، وبذلك أسقطوا جميع الرهانات وقدمنا أكثر من 20 ألفاً بين جريح وشهيد.

كيف يمكن أن نفسر تعدد الفصائل ضمن الحشد الشعبي، لماذا هذا التجمع هل هي موزعة مناطقياً؟

الحشد الشعبي يقاتل من أجل الإنسان والأرض والعرض، فلم يقتصر على طائفة من الطوائف، حيث يضم لواء بابليون من المسيح، و6 ألوية من الحشد العشائري من أهل السنة، وفي الأنبار الشيخ وصفي من شيوخ السنة المعروفين، بالإضافة لوجود التركمان والأيزيدية والكرد، ولكل منها له مسميات، وهذا طبيعي لأنه نابع من الشعب المتنوع أصلاً.

هل شكلتم فصيلاً عسكرياً خاصاً بكم في هذا الحشد؟

نعم، كان لدي لواء قاتل منذ سنة 2014 ولازال موجوداً لكن بإدارة شخص آخر لانشغالي كوكيل مجلس ديوان الوقف الشيعي وكمستشار للحشد الشعبي، فقضية اللواء تحتاج لتفرغ تام لمتابعة التفاصيل الحثيثة لأننا في حرب، وقمنا بتحقيق إنجازات مهمة وحررنا أكثر من 20 قرية عندما كنت مسؤولاً عن اللواء.

عبر مجلة مرايا الدولية ما هي رسالتكم الأولى للعراق، وثانياً للجماعات الإرهابية؟

ما يخص المنظمات الدولية والمجتمع الدولي إذا استقر العراق ستستقر الدول ومن يراهن أن العراق سينكسر أو يريدون لهيبته أن تزول أقول لهم هذا سراب لأن العراق عبارة عن مصنع للشهداء والأشداء الذين يتوقون للنصر لأنهم ينتمون إلى مدرسة فكرية عريقة، مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وبالتالي لابدّ للمجتمع الدولي أن يساعد العراق، وكل ما وصلنا إليه اليوم بسواعد عراقية، فلا يوجد أي أجنبي قاتل معنا، وأخص بالشكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتقديمها الكثير من الاستشارات في إدارة المعارك وفنون القتال على مستوى الخطط، أما التحالف الدولي للغطاء الجوي فهو خجول لم يقدم لنا إلا الشيء النذير فضربوا بعض المواقع غير الاستراتيجية لداعش، لو أنهم جادون لقضوا عليها بساعة واحدة.

وأقول للدول الداعمة للإرهاب إن السحر سينقلب على الساحر لصنعكم ودعمكم لداعش مالاً وسياسة، وزوال حكمكم سيكون على يد هذه التنظيمات

حاوره: رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى