أخبار العالم

ماذا إذا انضمت فنلندا والسويد إلى الناتو؟

فنلندا والسويد يقدمان الطلب رسمي للانضمام للناتو

خاص _ إسراء جدوع

تقدمت كل من فنلندا والسويد بطلبات رسمية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” يوم أمس، الأربعاء 18 مايو.

وقد اعتمد قرار الانضمام أول أمس، الثلاثاء 17 مايو، من البرلمان الفنلندي بأغلبية 188 صوتا مقابل 8 أصوات ضد الانضمام، وقد تمت الموافقة عليه من قبل الحكومة والرئيس، سولي نينيستو.

وقد  رحّّب الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ بإعلان فنلندا رغبتها في الانضمام للحلف.

وقال ستولتنبرغ إن عملية الانضمام ستتم في سلاسة وبسرعة، ووصف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل سعي فنلندا للانضمام للناتو بأنه خطوة تاريخية كفيلة بتعزيز الأمن الأوروبي.

وقال ميشيل إن الاتحاد الأوروبي والناتو لم يكونا يوما أقرب من الآن، إستونيا أيضا رحبّت بالإعلان الفنلندي، قائلة إنه خطوة كفيلة بعمل فارق كبير على صعيد الأمن في منطقة البلطيق، لكن مسؤولا بارزا في مجال الدفاع حذر من أن هجوماً روسياً على دول البلطيق لم يعد مستبعداً، وستعلن فنلندا بشكل رسمي قرارها يوم الأحد المقبل بعد مناقشته في البرلمان وغيره من الدوائر السياسية الكبرى في البلاد، وقالت السويد إنها ستعلن قراراً مشابها في اليوم نفسه.

وكانت أعلنت روسيا إنها ستضطر إلى اتخاذ “خطوات انتقامية” ردًا على خطوة جارتها فنلندا صوب الانضمام للناتو.

وقال بيان للخارجية الروسية إن الخطوة الفنلندية كفيلة بإفساد العلاقات بين البلدين، فضلاً عن الإضرار بالأمن والاستقرار في أوروبا الشرقية.

وصفت الخارجية خطوة فنلندا بأنها “تغيّر راديكالي في سياسة الدولة الخارجية”، وقال البيان إن “انضمام  فنلندا للناتو سيضر بشكل خطير العلاقات الروسية الفنلندية كما سيضر بالاستقرار والأمن في منطقة أوروبا الشرقية”.

وأضاف البيان أن “روسيا ستضطر إلى اتخاذ خطوات انتقامية، ذات طبيعة عسكرية-تقنية وغير ذلك، في سبيل تحييد التهديدات المحدقة بأمنها القومي من جرّاء ذلك”.

ماذا إذا انضمت فنلندا والسويد للناتو؟

قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن انضمام فنلندا والسويد المحتمل إلى حلف الناتو سيكون على الأرجح أسرع توسع للناتو على الإطلاق، والذى سيعيد رسم خريطة أمن أوروبا. وقد أعلن قادة فنلندا أمس اعتقادهم بضرورة انضمام بلادهم إلى أكبر منظمة عسكرية فى العالم بسبب حرب روسيا فى أوركانيا، وربما تسير السويد على دربها أيضا.

وأشارت الوكالة إلى أنه لو تقدمت الدولتان بطلب العضوية، فإن الخطوة سيكون لها تداعيات واسعة المدى على شمال أوروبا والأمن عبر الأطلنطي.

ولا شك فى أنها ستغضب أيضا روسيا التى تحمل مسئولية حربها فى أوكرانيا، جزئيا على الأقل، على استمرار توسع الناتو بالقرب من حدودها.

وذكرت الوكالة أن فنلندا والسويد، ورغم أنهما ليستا محايدتين مثل سويسرا، إلا أنهما تران أنهما غير منحازتين عسكريا. إلا أن الحرب فى أوكرانيا ورغبة بوتين الظاهرة لتأسيس مجال نفوذ قد غير موقفهما الأمنى. فبعد أيام من بدء الغزو الروسى فى فبراير الماضى، تحول الرأى العام بشكل هائل.

فتزايد الدعم فى أوكرانيا  للانضمام للاتحاد الأوروبى بنسبة تتراوح لما بين 20 إلى 30%، ووصل إلى أكثر من 70% الآن.  وتعد السويد وفنلندا أقرب الشركاء للناتو، إلا أنهم تحتفظان بعلاقات جيدة مع روسيا، وهو ما كان جزء مهما فى سياستهما الخارجية، لاسيما بالنسبة لفنلندا. لكن الآن يأملون فى مزيد من الدعم الأمنى من دول الناتو، لاسيما الولايات المتحدة، فى حال صدر رد انتقامى من موسكو. وكانت بريطانيا قد تعهدت يوم الأربعاء بتقديم المساعدة لهما.

وأوضحت الصحيفة أن عضوية الناتو للدولتين، اللتين ستنضمان إلى الجيران الإقليميين الدانمارك والنرويج وآيسلندا، ستضفى الطابع الرسمى على عملهما الأمنى والدفاعى المشترك بطرق لم تفعلها اتفاقية التعاون الدفاعى لدول الشمال الأوروبى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى